قتلى وإصابات في غارة إسرائيلية على مسجد في دير البلح

logo
اقتصاد

الأزمة الاقتصادية اللبنانية.. انتعاش السوق السوداء وفقدان السلع

الأزمة الاقتصادية اللبنانية.. انتعاش السوق السوداء وفقدان السلع
07 يوليو 2021، 8:03 ص

ذهب اللبناني أحمد عبوشي إلى الصيدلية المجاورة لشراء دواء يستخدمه لعلاج ضعط الدم المرتفع، ليتفاجأ أنه غير موجود، فقرر الذهاب لصيدلية أخرى بعيدة عن بيته، لكنه لم يجد الدواء، ودخل أكثر من 15 صيدلية في مدينته صيدا بجنوب لبنان، لكن دون جدوى، وباءت محاولاته جميعها بالفشل.

ارتعب أحمد، لأنه دون الدواء ستكون حياته معرضة للخطر، وقرر مواصلة البحث إلى أن وصل إلى صيدلية في ضواحي المدينة، وسأل صاحبها عن الدواء أو أي عقار آخر مماثل.

ومثل غيره، لم يكن ذلك الدواء متوفرا، لكن الصيدلاني أبلغه أن بإمكانه الحصول على ما يريده إذا كان على استعداد لدفع مبلغ أكثر.

وفي حديث لـ "إرم نيوز"، قال أحمد: "أبلغني الصيدلاني أنه بإمكاني إحضار الدواء من أشخاص في السوق السوداء... اندهشت لما قاله؛ لأنني لأول مرة في حياتي، اسمع بسوق سوداء للدواء".

وتابع: "قلت له إنني على استعداد لدفع أي مبلغ للحصول على هذا الدواء، فأخبرني أن أعود بعد حوالي ساعة.. وعندما عدت أعطاني الدواء وطلب مني دفع 90 ألف ليرة (5 دولارات)، سعر الدواء، رغم أن سعره الرسمي هو 20 ألف ليرة (1.3 دولار)".





وأحمد هو واحد من آلاف اللبنانيين الذين باتوا يفتقدون الأدوية والسلع الغذائية الأساسية والوقود، نتيجة الأزمة المالية والسياسية غير المسبوقة التي تعصف بلبنان منذ نحو عامين، والتي تفاقمت في الفترة الأخيرة بسبب الفشل في تشكيل حكومة إنقاذ منذ نحو عام.

وتسبب تفاقم الأزمة بنقص حاد في البنزين والمازوت والدواء والخبز والحليب وبعض السلع الأساسية، ما أدى لظهور أسواق سوداء غير شرعية يقوم فيها تجار ومتعاملون باحتكار السلع لبيعها بأسعار مرتفعة للغاية.

ونجم عن ذلك، تزايد حالات الفقر والجوع بين اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان والبالغ عددهم نحو 1.5 مليون لاجئ، أي نحو ربع إجمالي السكان.

وقال مصدر أمني لـ "إرم نيوز": "هناك حالة من الفوضى في معظم القطاعات، والحقيقة أننا لا نستطيع عمل شيء؛ لأن الجميع مشغول بالأزمة الاقتصادية والسياسية"، متسائلا: "كيف نمنع مثل تلك الممارسات عندما يكون هناك غياب فعلي للدولة".

وأضاف: "معظم الناس أصبحوا يعانون من تلك الممارسات؛ لأن هناك الآن أسواق سوداء لكثير من السلع بما فيها الوقود والدواء والمواد الغذائية والدولار، وحتى اللحوم التي تتوفر بكثرة ولا تحتاج لسوق سوداء، باتت حكرا على الأغنياء؛ لأن سعرها تضاعف بأكثر من 5 مرات خلال شهور قليلة".





وبحسب صاحب صيدلية في مدينة صيدا الساحلية عاصمة جنوب لبنان، فإن انقطاع الدواء مشكلة مصطنعة سببها أن بعض التجار والموردين الكبار يقومون بتخزين ما لديهم من دواء، ويرفضون تزويد الصيدليات باحتياجاتها بانتظار قرار للبنك المركزي وقف الدعم لمعظم السلع الأساسية والدواء، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.

ومثل الدواء، أصبح البنزين والمازوت يباع في السوق السوداء بأضعاف سعره الرسمي، على الرغم من قرار الحكومة الأخير رفع سعر الوقود بنسبة أكثر من 20%.

وحتى خارج الأسواق السوداء، قفزت أسعار السلع الغذائية والأساسية وغيرها بأكثر من 4 مرات في الشهور الستة الماضية، نتيجة تراجع قيمة الليرة اللبنانية بأكثر من 95% مقابل الدولار الأمريكي، السعر الرسمي للواردات التي تشكل أكثر من 80% من حاجات لبنان.





وبلغت الليرة اللبنانية اليوم الأربعاء، في السوق السوداء التي تطلق عليها الحكومة بكلمة مخففة "السوق الموازي" حوالي 17725 للدولار الأمريكي مقابل سعر رسمي عند 1507.

ويعاني لبنان من تراكم الديون العامة التي بلغت بنهاية آذار/ مارس الماضي، حوالي 97 مليار دولار، بارتفاع أكثر من 30 مليار دولار قبل عامين، إلى جانب العجوزات المالية الضخمة وتفشي الفساد بشكل واسع وهبوط حاد في الأصول الخارجية لبنك لبنان (المصرف المركزي)، لتصل إلى نحو 21 مليار دولار الشهر الماضي.





وفي تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية الثلاثاء، حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من وقوع كارثة.

وقال دياب: "الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة... إن لبنان يعبر نفقا مظلما جدا، وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC