عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
اقتصاد

المغرب يتحول إلى مركز إقليمي في صناعة السيارات والطائرات

المغرب يتحول إلى مركز إقليمي في صناعة السيارات والطائرات
27 يناير 2022، 3:29 ص

تحوّل المغرب إلى منصة إقليمية في مجال تصنيع السيارات، كما بات وجهة لأبرز المصنعين والماركات العالمية في مجال صناعة الطيران المدني.

ووفق آخر الأرقام الرسمية الصادرة عن مكتب الصرف بالمغرب (حكومي)، فإن صادرات قطاع السيارات بالمملكة بلغت 66.23 مليار درهم خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2021، أي بزيادة قدرها 12.4% مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2020.

واستنادا لمعطيات مكتب الصرف، فإنه ومنذ 7 سنوات، فهذا القطاع ظل المُصَدّر الرئيس للمغرب، وهو يتصدر أيضا منتجي السيارات بالقارة الأفريقية منذ العام 2017، وأصبح ثاني أكبر مصدر إلى أوروبا، اعتبارا من النصف الأول من العام 2021.

ووفق الأرقام التي كشفت عنها وزارة الصناعة والتجارة عبر موقعها الرسمي، أحدث قطاع صناعة السيارات بالمغرب أكثر من 160.000 منصب شغل، في إطار مخطط التسريع الصناعي من 2014 إلى 2019، متجاوزا الهدف الأصلي المحدد في 90.000 منصب شغل، بنسبة تزيد عن 180%.

وقبل أسابيع قليلة، أكد وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزّور، أن قطاع صناعة السيارات بالمغرب دخل حقبة جديدة تمتاز بالصعود القوي لمهاراته وتكنولوجياته والخفض المتواصل لانبعاثات الكربون.

كما شهد قطاع صناعة الطيران المدني بالمغرب انتعاشا ملحوظا، بفضل تواجد كبريات الشركات العالمية الرائدة في القطاع من قبيل "لو بيستون الفرنسية" المختصة بإنتاج أجزاء من محركات الطائرات ذات تقنية عالية، وأيضا عودة نشاط مجموعة "بومبارديي" بالمغرب عبر شركة "سبيريت أيروسيستيم"، الرائدة عالميا في تصنيع هياكل الطائرات للطيران المدني والعسكري.

وضمن القائمة اختارت شركات عالمية مثل "بوينغ"، و"هيكسيل"، و"ألكوا" و"سافران"، و"إيتون" وغيرها، الوجهة المغربية.
وفي المجمل، يضم هذا القطاع حاليا بالمغرب 140 شركة.

ويأتي المغرب في المرتبة رقم 15 من حيث الاستثمارات في صناعة الطيران دوليا، ونجح في تجاوز دولة جنوب أفريقيا لاحتلال المرتبة الأولى على مستوى القارة السمراء على مستوى صناعة الطيران.

ورأى العربي المحرشي، المستشار البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، المشارك في الحكومة، أن المغرب وضع منذ سنوات طويلة مخططا ناجحا لتحقيق الإقلاع الصناعي في هذا المجال قائم على الانفتاح على الدول الصديقة والشركات العالمية المختصة في صناعة السيارات والطائرات، وتقديم امتيازات هامة للمستثمرين.

وأوضح المحرشي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن من بين الأسباب التي أسهمت في هذا الازدهار الصناعي إنشاء المغرب مناطق صناعية في طنجة (شمال) والقنيطرة (غرب)، ما جعله ينجح في هذه السياسة التصنيعية.

وزاد: "ربما وصلنا إلى الهدف المنشود وهو أن كل طائرة تطير في هذا العالم قد تضم على الأقل قطعة واحدة تم تصنيعها في المغرب"، مؤكدا أن هذا النجاح يبعث على الفخر ويدفعنا للنجاح أكثر".

وبيّن المسؤول أن "اليد العاملة المغربية تتميز بالكفاءة وهو ما بات يغري كبار الشركات في صناعة السيارات وكذا الطائرات". وفق تعبيره.

ويُرجع الخبير الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي هذا النجاح إلى الموقع الجيوستراتيجي الذي تتمتع به المملكة، مؤكدا في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الدولة المغربية ثّمنت هذا الموقع باستثمارات ضخمة من المال العمومي وخصوصا في "ميناء طنجة المتوسط".

وأشارت أقصبي، إلى أن بلاده قامت باستثمارات كبيرة في هذا المجال أعطت قيمة لهذا الموقع الجيوستراتيجي، ما جعل من المغرب ورقة رابحة للمستثمرين.

وفي هذا السياق، شدد الخبير الاقتصادي على أن المغرب وفّر أيضا للشركات العالمية تسهيلات كثيرة، ومنحهم امتيازات ضريبية مغرية، لافتا أن اليد العاملة تتمتع بالكفاءة ومنخفضة التكلفة بالمقارنة مع دول أخرى.

وزاد: "الرهان الكبير هو أن يصبح المغرب قادرا على تملّك التكنولوجيا، وتكييف القيمة المضافة الداخلية، أي يجب أن نقوم بتقليص وارداتنا التي تدخل في صناعة السيارات كي نُصنّع سيارة مغربية 100%".

وفيما يخص قطاع صناعة الطيران، رأى المتحدث أنه مازال ضعيفا في المغرب ولا يستجيب إلى التطلعات، معتبرا أن هذه الصناعة محكوم علينا فيها بأن نقوم بدور المناولة فقط لاعتبارات أخرى.

من جهته اعتبر العباس الوردي، الأستاذ الجامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي-الرباط، أن هناك عناصر محددة أدت إلى نجاح التجربة المغربية في صناعة السيارات والطائرات، والمتمثلة أساسا في الأمن السياسي الذي ينعم به المغرب، والثقة، والتدبير المهيكل لخطة التسريع الصناعي.

وأردف الوردي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن المغرب يعد حلقة وصل بين عمقه الأفريقي والضفة الأخرى، وعلى أساس ذلك هناك العديد من الإشارات التي جعلت المملكة تضطلع بهذا الدور، ولا أدل على ذلك الاستقرار السياسي في البلاد، والتدبير الحكيم للمؤسسة الملكية الساهرة على هذا الملف".

ويعتقد الأستاذ الجامعي، أن تطوير البنية التحتية بالمملكة أسهمت في جذب كبريات الشركات في مجال صناعة السيارات والطائرات، مبينا أنه بفضل منظومة متكاملة أقنع المغرب دولا عظمى مثلا الولايات المتحدة، والصين واليابان، ناهيك عن الشريك التقليدي المتمثل في الاتحاد الأوروبي، للاستثمار في الصناعات المذكورة.

وقال: "المغرب هو محط ثقة لمجموعة من دول العالم؛ على اعتبار أنه قام بإبرام اتفاقات متنوعة، كما أنه دولة غنية بالثروات السمكية والفوسفات وغيرها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC