تقرير: ألمانيا تخشى شللا اقتصاديا إذا اندلعت الحرب بين موسكو وكييف

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن ألمانيا تخشى انتقام روسيا، في حال قيام الأخيرة بغزو أوكرانيا، واستغلال موسكو لصادرات الغاز الطبيعي كسلاح للرد على الغرب، في حال استهدافها بالعقوبات.

وأضافت، نقلا عن تصريح لوزير المالية الألماني كريستيان لندنر، أن برلين تخاف من أن يؤدي قطع الغاز الروسي إلى إصابة أكبر اقتصاد في أوروبا بالشلل.

ونقلت عن وزير المالية الألماني قوله إن روسيا كانت دائمًا موردًا يعتمد عليه للغاز الطبيعي إلى ألمانيا، حتى في ذروة الحرب الباردة، ولكن هذا يمكن أن يتغير في حال قيام موسكو بغزو أوكرانيا، ورد الغرب بفرض عقوبات شاملة على روسيا.

وتابع كريستيان لندنر بقوله "إذا نظرت إلى الحرب الباردة، فإنه مَهما كان الوضع بين الناتو واتفاقية وارسو، فإنه لم يكن هناك موقف تسببت فيه التوترات السياسية في إلحاق الضرر بقطاع الطاقة. ربما تغيرت الأشياء الآن".

ومضت الصحيفة تقول "حذّر الغرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عواقب اقتصادية وخيمة إذا هاجم أوكرانيا، وأوضحت ألمانيا أن هذه العواقب سوف تتضمن أنبوب الغاز الطبيعي نورد ستريم 2، والذي يمر من خلاله الغاز الروسي إلى أوروبا مباشرة عبر بحر البلطيق".

وأشارت إلى مخاوف الغرب من أن روسيا يمكن أن ترد على العقوبات بتقليص، أو إيقاف إمدادات الغاز إلى أوروبا، التي تعتمد على روسيا في الحصول على 40% من احتياجاتها من الغاز، بينما تؤكد تصريحات كريستيان لندنر إلى أن هذا السيناريو يتم التعامل معه على محمل الجد في برلين.

وتابعت قائلة "يعتقد بعض الخبراء أن روسيا عرقلت إمدادات الغاز الطبيعي للسوق، واستنفدت عمدا مرافق تخزين الغاز في أوروبا، قبل الطلب في فصل الشتاء؛ ما دفع المخزونات إلى أدنى مستوى موسمي لها منذ أكثر من عقد".

وأبرزت التصريحات التي أدلت بها أورسولا فون دير لاين، رئيس المفوضية الأوروبية، أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، السبت، والتي قالت فيها إن "غازبروم"، الشركة المملوكة للحكومة في روسيا، تحاول عن عمد تخزين الغاز، وتقديم الحد الأدنى من الإمدادات، "في الوقت الذي تصل فيه الأسعار والطلب إلى مستويات مرتفعة للغاية، فإن غازبروم تقوم بهذا السلوك الغريب للغاية".

ورأت "فاينانشال تايمز" أن هذه التطورات أقنعت الكثيرين في برلين بأن روسيا مستعدة لاستخدام صادراتها من الطاقة لممارسة الضغط على الغرب، بغض النظر عن الضرر الذي يمكن أن يلحق بسمعتها كمورد موثوق به؛ ما دفع الاتحاد الأوروبي للبحث عن بدائل، مثل: الولايات المتحدة، وقطر، ومصر، وأذربيجان، ودول أخرى، للحصول على إمدادات إضافية من الغاز الطبيعي المسال.

ونقلت عن وزير المالية الألماني قوله إن "بلاده وضعت خطط طوارئ مناسبة للحصول على إمدادات بديلة من الغاز، إذا أوقفت روسيا الإمدادات، لكنه أشار إلى أن الأزمة الحالية أكدت حاجة ألمانيا إلى تنويع وارداتها من الطاقة، لا سيما من خلال شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال".