مصر تجدد التأكيد على رفضها لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة قسرا أو طوعا
توقع تقرير لموقع "بلومبيرغ" أن تؤدي تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض أو رفع التعريفات الجمركية إلى "انفجار" في سلسلة التوريد العالمية، مع استعداد الشركات لمواجهة تداعيات هذه التهديدات.
وأوضح التقرير أن الشركات الأمريكية والأوروبية تعمل على تحميل الطلبيات مسبقًا وتبحث عن طرق للتعامل مع ارتفاع الأسعار، بينما تسعى المصانع الصينية إلى إيجاد أسواق بديلة لمنتجاتها.
وأشار التقرير إلى أن الشركات العالمية لا تنتظر حتى يوم التنصيب في 20 يناير/ كانون الثاني 2025 لمعرفة الدول أو المنتجات أو معدلات الرسوم الجمركية التي ستتأثر بحروب ترامب التجارية المحتملة.
وبيّن أن مجرد التهديد بفرض تعريفات جمركية جديدة أدى إلى حالة من الاضطراب، ما جعل النظام التجاري العالمي عرضة للاختناقات، ومثقلًا بتكاليف أعلى، وقابلًا للاضطرابات في حال حدوث صدمة اقتصادية.
وأوضح التقرير أن غريزة البقاء لدى قادة الأعمال بدأت تظهر بالفعل من خلال البيانات عالية التردد، حيث يراقب محافظو البنوك المركزية الوضع من كثب بسبب التهديد الذي تمثله ضرائب الاستيراد المرتفعة على جهودهم لمكافحة التضخم.
وفي هذا السياق، شهدت الموانئ الصينية نموًّا مزدوج الرقم في إنتاجية الحاويات خلال الأسبوعين التاليين للانتخابات الأمريكية، ووصل هذا النمو إلى نحو 30% في الأسبوع الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الحالي.
كما سجلت رحلات الشحن الجوي الدولية زيادة بمقدار الثلث على الأقل أسبوعيًّا منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، مع توقعات باستمرار هذا الاتجاه نتيجة اندفاع العملاء لتحميل الطلبيات مسبقًا.
وعلى الجانب الآخر من المحيط الهادئ، تشهد بوابة الحاويات الأكثر ازدحامًا في الولايات المتحدة، المكونة من مينائي لوس أنجلوس ولونغ بيتش، طفرة في الشحنات الواردة، وتأتي هذه الطفرة مشابهة لما حدث خلال الموجة الأولى من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين.
وحطمت الموانئ أرقامها القياسية المسجلة خلال جائحة كورونا في الربع الثالث من العام الجاري، مع توقعات باستمرار ارتفاع الأحجام حتى العام المقبل.
وفي تصريح لماريو كورديرو، الرئيس التنفيذي لميناء لونغ بيتش، قال: "يمكن أن تستمر الزيادة في الواردات على مستوى الولايات المتحدة حتى ربيع عام 2025".
وأضاف أن التعريفات الجمركية التي فُرضت خلال إدارة ترامب الأولى في عام 2018 تسببت في انخفاض الواردات من الصين بنسبة 20% والصادرات إليها بنسبة 45% نتيجة للإجراءات الانتقامية.
وبيّن التقرير أن الرسوم الجمركية ليست العامل الوحيد المؤثر على سلسلة التوريد، إذ إن موسم الاستعداد لعطلة السنة القمرية الجديدة في الصين، التي تبدأ في أواخر يناير/ كانون الثاني، إلى جانب الحاجة لتجنب الإضرابات المحتملة في الموانئ الأمريكية، ساهم في تسريع حركة التجارة العالمية.
وقال روبرت سوكين، كبير الاقتصاديين العالميين في سيتي جروب: "بالنظر إلى هذه العوامل، لن يتطلب الأمر الكثير لإثارة ضغوط إضافية على النظام التجاري العالمي".
ووفقًا لمسح أجرته مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس على 156 شركة في الأسبوعين المنتهيين في 10 ديسمبر/ كانون الأول، أشار 65% من المشاركين إلى أن الحرب التجارية العالمية تُعد خطرًا كبيرًا جدًّا على الاقتصاد العالمي خلال العامين المقبلين، مقارنة بـ38% للصراع بين روسيا والناتو، و14% للتوترات بين الصين وتايوان.
ويُظهر التقرير أن تأثير تهديدات ترامب التجارية يمتد إلى كل زاوية من زوايا التجارة العالمية، ما يزيد الضغوط على الأنظمة الاقتصادية ويضعف استقرار الأسواق في وقت يشهد فيه العالم تحديات متعددة.