وزارة الزراعة الأوكرانية: فقدنا 20% من أراضينا ومزارعونا يواجهون خطر الإفلاس

قال القائم بأعمال وزير السياسة الزراعية والأغذية في أوكرانيا، تاراس فيسوتسكي، إن بلاده خسرت 20% من أراضيها الزراعية بسبب الحرب، مشيرا إلى أن المزارعين يواجهون خطر الإفلاس، محذرا من حدوث كارثة غذاء عالمية، خصوصًا في البلدان الفقيرة في حال استمرار الحرب.

وأضاف فيسوتسكي، في لقاء مع "إرم نيوز"، أنّ "إنتاج الحبوب في أوكرانيا يتغيّر من سنة إلى أخرى، ويمكن أن نلاحظ، انطلاقاً من الأرقام النهائية للسنة الماضية، أنّ الإنتاج وصل إلى 87 مليون طن من الحبوب والبذور الزيتية. وإذا نظرت فقط إلى إنتاج الحبوب مثل القمح والذرة والشعير، فقد كان إنتاج الحبوب العام الماضي نحو 63 مليون طن".

 

وأوضح فيسوتسكي بأنّ بلاده خسرت 20% من أراضيها الزراعية بسبب الحرب، ما يعني أنّ ثمانية ملايين هكتار من الأراضي الزراعية لا يمكن الاستفادة منها في الوقت الراهن. وتابع: "لكن توقعاتنا للعام الحالي هي إنتاج نحو 55 مليون طن من الحبوب و75 مليون طن من الحبوب والبذور الزيتية معاً".

وفيما يلي نص الحوار: 

كم تصدّر أوكرانيا حالياً في ظل استمرار الحرب؟

فيسوتسكي: "متوسط التصدير يبلغ نحو خمسة ملايين طن من السلع الزراعية الرئيسة شهرياً، أي يمكن أن يكون نحو 60 مليون طن سنوياً، كما هو الوضع الآن. لكن إذا نظرنا إلى نتائج العام 2021، أي قبل الحرب عندما حققنا محصولاً قياسياً، فقد بلغت الصادرات نحو 78 مليون طن".

ما الدول العربية الأكثر استيراداً للحبوب من أوكرانيا؟

فيسوتسكي: "الدول العربية تعتمد بشكل كبير على استيراد الحبوب، إذ إنّها تستورد نحو 70% من الحبوب التي تستهلكها والباقي هو إنتاج محلي محدود".

وأضاف: "كانت أوكرانيا تصدّر ما بين 15 إلى 20 % من الحبوب إلى الدول العربية في السنوات السابقة، بينما المستوردون الأساسيون والأبرز للحبوب في الدول العربية هم مصر والعراق والجزائر والمملكة العربية السعودية".

ولفت إلى أنّ "فلسطين ليست من الدول الكبرى من حيث حجم الصادرات إليها، وأوكرانيا لم تصدر لها فقط، بل دعمتها أيضاً عبر برنامج الحبوب من أوكرانيا، وقد أرسلنا الحبوب مجاناً كنوع من المساعدة الإنسانية، بالإضافة إلى سلع زراعية وصلت منذ بضعة أسابيع".

هل يهدد استمرار الحرب بأزمة غذاء عالمية؟

فيسوتسكي: "إذا ما استمرت الحرب، فسنواجه كارثة غذائية لعدة أسباب، أوّلها أنّ أوكرانيا كانت أحد أكبر مصدّري الحبوب في العالم، وعلى سبيل المثال، عندما توقفت الصادرات من أوكرانيا لنصف عام من مارس/ آذار إلى أغسطس/ آب، ارتفع المؤشر العام لأسعار المواد الغذائية الدولية بنسبة 35%، وذلك يعني أنّ إنتاج الغذاء من الحبوب أصبح أكثر تكلفة".

وتابع: "الأمر الآخر هو أنّ مساحة الأراضي الزراعية في العالم تتناقص، لذلك من المستحيل استبدال كميات الإنتاج في أوكرانيا بأيّ مكان آخر من العالم، ومن هنا فإنّ إنتاج وتصدير السلع الزراعية الأوكرانية بشكل مستقر ومستدام أمر بالغ الأهمية للأمن الغذائي الدولي".

ما التحديات التي تواجه عملية تصدير الحبوب من أوكرانيا؟

فيسوتسكي: "القطاع يواجه تحدّيين بارزين على الأقل لتصدير الحبوب من أوكرانيا بسبب الحرب، أحدهما هو الأمن؛ لأنّ الهجمات ما زالت مستمرة على البنية التحتية واللوجستية في ميناء أوديسا البحري".

وأضاف: "المسألة الأخرى هي الأسعار، إذ إنّ الحرب أسهمت في ارتفاع أسعار التأمين وكذلك التكاليف، وذلك يعني أنّ أرباح المزارعين الأوكرانيين انخفضت"، مشيراً إلى أنّ "المزارعين الأوكرانيين تمكّنوا من الاستمرار في الإنتاج؛ بسبب الاحتياطيات التي كانت لديهم من السنوات السابقة، لكن إذا ما استمر الارتفاع في التكاليف، فقد يصبح الإنتاج غير مربح، وبالتالي يصبح المزارعون في حالة إفلاس، لذلك من المهم جدًّا العودة إلى ما كان عليه وضع الخدمات اللوجيستية، وكذلك التكلفة إبّان زمن السلم".

 ما شروط حماية الأمن الغذائي العالمي؟

فيسوتسكي: "نحن من ناحيتنا كدولة أوكرانيا قدّمنا رسميًّا صيغة السلام الأوكرانية التي تتضمن 10 خطوات، أبرزها الأمن الغذائي"، مشدّداً على أنّه في ظل الأرقام التي تمّ ذكرها، هناك مخاطر من ارتفاع الأسعار، وثمّة مخاوف من خطر المجاعة، خصوصًا في البلدان الفقيرة".

ولفت فيسوتسكي إلى أنّه "بالنظر إلى مشاكل الأسعار سيكون من الصعب على المزارعين الأوكرانيين الاستمرار في الإنتاج والتمويل من دون الحصول على الدعم، ومن هنا تمّت مناقشة صيغة السلام الأوكرانية في آخر لقاء دولي رسمي في قمّة السلام التي عُقدت في سويسرا في يونيو/ حزيران الماضي".

وشدد فيسوتسكي في ختام حديثه لـ"إرم نيوز" على "عدم السماح أبدًا باستخدام الغذاء كسلاح، ما يعني عدم السماح بحظر الحقول، أو إطلاق الصواريخ على الصوامع أو المصاعد أو مخازن الغذاء، كما يجب وقف حصار البحر الأسود، ومنع نقل الغذاء والتسبب بالمشاكل في مختلف البلدان".

شاهدوا أيضا.. تجارة الأعضاء في العراق.. "سوق الدم المربحة"