يديعوت أحرونوت: نقص عدد المقاتلين بسبب تواصل حرب غزة دفع الجيش إلى تمديد مدة خدمة الاحتياط
في خضم التطورات العسكرية والسياسية التي شهدتها سوريا في الأيام الماضية وانهيار نظام بشار الأسد، وصلت السفينتان الروسيتان "ميخائيل نيناشيف" و"ألفا هيرميس" قبالة الساحل السوري محملتين بشحنة من القمح الروسي.
ومع بقائهما لعدة أيام دون السماح لهما بالدخول وتفريغ الحمولات، بدأت التساؤلات حول مستقبل إمدادات القمح الروسية إلى سوريا.
وكشف مصدر في اتحاد منتجي ومصدري الحبوب الروسي، أن روسيا قررت تعليق صادرات القمح إلى سوريا بسبب التأخير في سداد الديون المستحقة، مؤكدًا أن السفينتين تحملان 60 ألف طن من القمح.
وأضاف أن إحدى الشحنات تتجه الآن إلى ميناء الإسكندرية المصري، فيما قد تُباع الشحنة الأخرى لمشترٍ جديد، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
في خطوة لافتة، أبدت أوكرانيا استعدادها لتصدير القمح إلى سوريا، إذ صرّح وزير الزراعة الأوكراني، فيتالي كوفال، الجمعة، بأن بلاده ترغب في إمداد سوريا بالغذاء ومستعدة لذلك بعد سقوط نظام الأسد.
هذا التطور يطرح أسئلة عدة: هل تنجح أوكرانيا في استغلال إمدادات القمح لتقويض النفوذ الروسي المتبقي في سوريا؟ وهل تصبح سوريا ساحة صراع جديدة بين موسكو وكييف؟
عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، يرى أن صفقات الحبوب التي أبرمتها روسيا مع سوريا سابقًا كانت تتم بضمانة تركية وبرعاية الأمم المتحدة.
وأوضح في تصريح لـ"إرم نيوز" أن إعلان أوكرانيا استعدادها لتعويض سوريا بصفقات القمح لا يعدو كونه مناورة سياسية وإعلامية.
وأضاف قناة أن هذه الخطوة الأوكرانية تأتي كوسيلة للنكاية بروسيا بعد فقدانها لنفوذ مهم في الشرق الأوسط بسقوط نظام الأسد.
وتابع: "هذا التحرك الأوكراني يهدف لإشغال روسيا عن الضغوط العسكرية والسياسية التي تواجهها حاليًا".
من جانبه، وصف محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أوكرانيا بأنها أصبحت دولة فاشلة تعتمد كليًا على الغرب، وليس لديها غير القمح لتصديره.
وأوضح الأفندي لـ"إرم نيوز"، أن سوريا ليست في حاجة ملحة لاستيراد القمح، إذ إن الشمال الشرقي السوري، الذي يسيطر عليه الأمريكيون حاليًا، يعد خزان القمح الرئيسي للبلاد. وأشار إلى أنه في حال سيطرة النظام السوري الجديد على هذه المناطق، فلن تكون هناك حاجة إلى استيراد القمح من الخارج.
وأضاف: "سوريا بلد زراعي في الأساس، وليس منطقيًا أن تستخدم أوكرانيا ملف القمح كورقة جيوسياسية في صراعها مع روسيا".
وأشار الأفندي إلى أن روسيا تحاول الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا من خلال قاعدتيها في "حميميم" و"طرطوس"، بعد خسارتها لنفوذها هناك.
وختم بالقول إن فكرة استخدام القمح كسلاح في هذا الصراع تبدو "مضحكة"، بالنظر إلى قدرة سوريا على تحقيق اكتفائها الذاتي إذا استعادت السيطرة على مناطقها الزراعية.
وفي ظل تصاعد التوتر بين موسكو وكييف على الساحة السورية، يبقى ملف القمح انعكاسًا لصراع أوسع نطاقًا، إذ تسعى كل من روسيا وأوكرانيا إلى تعزيز موقعها في منطقة تمثل ساحة لتداخل المصالح الإقليمية والدولية.