مقتل 13 فلسطينيا جراء غارات جوية إسرائيلية خلال الليل على غزة
تعمل روسيا، بالشراكة مع عدد من الدول الإفريقية على تسريع عملية إلغاء الدولار، واعتماد العملات الوطنية في التجارة لتعزيز "استقلالها" الاقتصادي، وتقليل استخدام العملة الأمريكية في المبادلات الثنائية.
وتمضي دول إفريقية وموسكو قدمًا في استخدام العملات الوطنية في التجارة، وهي إستراتيجية تمثل تحولًا نحو إلغاء الدولار، قصد تقليل الاعتماد على العملة الأمريكية في المعاملات الدولية.
وبرز هذا التوجه خلال المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية في سوتشي قبل أيام، وقبلها في الثاني والعشرين من أكتوبر خلال قمة "بريكس" في مدينة قازان عاصمة جمهورية تترستان في روسيا.
وخلال المؤتمر الوزاري الروسي الإفريقي أكد المشاركون أهمية تعزيز سيادتهم الاقتصادية من خلال إجراء المعاملات بالعملات المحلية، وحسب بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الروسية، أكدوا أهمية التوسع في استخدام العملات الوطنية في المعاملات التجارية والمالية بين روسيا الاتحادية ودول القارة الإفريقية.
وتهدف هذه الخطوة إلى تقليل التعرض لتقلبات الدولار، وبالتالي تعزيز الاستقلال المالي، بالإضافة إلى ذلك، سلط المؤتمر الضوء على الحاجة إلى تطوير وتأمين ممرات النقل التي من شأنها أن تدعم هذا الهيكل التجاري المستقل.
ويؤكد محللون أن الفكرة التي تقول إن العالم بدأ يتحرك خارج هيمنة الدولار صحيحة، إلا أن هناك تحديات فنية تتعلق بالمخاطرة وكيفية إدارة سعر الصرف لنظام متعدد العملات، وهي عوائق حقيقية أمام إمكانية الخروج من هيمنة الدولار.
وعدّد المحلل الاقتصادي محمد أحمد عقبات في طريق تنفيذ الخطوة، لا سيما لدى الدول الإفريقية التي تعاني تخلف أنظمتها المالية والنقدية والتعامل بعملات متعددة.
وقال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن إضافة أي عملة أخرى قد يكون مصدرًا للمخاطرة لا تتحملها أجهزتها، الأمر الذي يجعل معظم الحكومات تفضل التعامل بالدولار قصد تقليل المخاطرة.
ويلفت إلى النقاش الجاري في بريكس حول اعتماد آلية في منظمة "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، لكن الأمر ما زال مبكرًا، مبينًا أنه تجاريًّا، سيبقى الدولار الوسيط الأكثر قبولًا لفترة طويلة.
وساهمت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة منذ عام 2018، وما تبعها من خطوات أمريكية، لمنع روسيا من التعامل بالدولار، عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا، في تكثيف الدعوات للتخلص من التعامل بالدولار.
والشهر الماضي، فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم خلال اجتماعات قمة بريكس الـ 16، بحمله نسخة من عملة أطلق عليها عملة "بريكس"، وهو ما أثار ضجة واسعة في الغرب.
ومن البدائل الروسية المقترحة بناء شبكة من البنوك التجارية يمكنها إجراء المعاملات التجارية بالعملات المحلية، بالإضافة إلى إنشاء روابط مباشرة بين البنوك المركزية، وفق تقرير أعدته وزارة المالية الروسية وبنك روسيا المركزي وشركة الاستشارات "ياكوف آند بارتنرز" التي يقع مقرها في موسكو.
وتتضمن الخطة أيضًا إنشاء مراكز للتبادل التجاري للسلع الأساسية مثل النفط والغاز الطبيعي والحبوب والذهب.
وفي السياق، صرح وزير الخارجية النيجيري، يوسف توغار خلال زيارة موسكو مؤخرًا، أن نيجيريا ترحب ببدائل نظام "سويفت" البنكي، وستدرس استخدامها إذا كان ذلك يناسب مصالحها الوطنية.
كما لجأت حكومات إفريقية أخرى إلى العملات المشفرة، كأداة للتحرر من نظام "سويفت"، وأخذت جمهورية إفريقيا الوسطى زمام المبادرة في هذه القضية في أبريل 2023، إذ اعتمدت قانونًا بشأن "ترميز مواردها الطبيعية ومواردها البرية" في العملات المشفرة.