لاغارد تدعو إلى "مسيرة نحو استقلال" أوروبا بمواجهة حرب ترامب التجارية
تعتزم النيجر التي تمتلك حوالي 5% من احتياطيات اليورانيوم في العالم، التفاوض بشأن شراكاتها في مجال التعدين بشروطها الخاصة.
يأتي ذلك، بعد أن فتحت النيجر أبوابها لتركيا، في نفس الأسبوع الذي تم الإعلان رسمياً عن خروج فرنسا من مناجم اليورانيوم.
وأثّر التوتر في العلاقات بين النيجر وفرنسا منذ تقلد المجلس العسكري السلطة في عام 2023، على القطاع الاقتصادي بعد تشكيك نيامي في جدوى اتفاقيات التعدين، خاصة في مجال استخراج اليورانيوم، حيث احتلت فرنسا موقعاً مهيمناً من خلال مجموعة "أورانو" لعقود.
ويمثل توقيع مذكرة تفاهم بين نيامي وأنقرة، التي أعلن عنها وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار "مرحلة جديدة في عملية إعادة التوجه الاستراتيجي".
ويسمح هذا التعاون في مجال التعدين للشركات التركية ببدء أعمال التنقيب في أراضي النيجر.
وجرى التحضير للنهج التركي في يوليو 2024 من خلال زيارة دبلوماسية رفيعة المستوى إلى نيامي، بقيادة وزير الخارجية هاكان فيدان، برفقة مسؤولين من الدفاع والطاقة وأجهزة المخابرات.
وبحسب الإعلام الرسمي في البلدين، يلبي هذا التعاون الجديد مصالحهما، وبالنسبة للنيجر يمثل ذلك فرصة لتطوير قطاع التعدين "مع شريك يقدم ظروفاً أكثر فائدة".
وفي الوقت نفسه، تسعى تركيا إلى تأمين إمداداتها من اليورانيوم، إذ تدير أنقرة بالفعل محطة للطاقة النووية على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتخطط لبناء منشأتين سلميتين أخريين.
ويوضح هذا التعاون قدرة النيجر على جذب مستثمرين دوليين جدد، مع تأكيد سيادتها على مواردها الطبيعية.
ويمتد التعاون بين البلدين إلى المجال الأمني بعدما تقدمت النيجر بطلب لشراء طائرات دون طيار تركية تبلغ قيمتها حوالي 80 مليون يورو، لتحديث جيشها وتعزيز قدراتها الدفاعية استجابة للمخاوف الأمنية الإقليمية المتزايدة.
ووفقاً لموقع "أفريكا أنتلجنس" الفرنسي، فإن هذه الرغبة الأخيرة هي جزء من استراتيجية أوسع للحصول على أنظمة دفاعية في النيجر، والتي شملت أنظمة تركية أخرى في السنوات الأخيرة.
وأعلنت شركة "أورانو"، عن وقف إنتاج اليورانيوم في النيجر اعتباراً من 31 أكتوبر 2024.
ويأتي هذا التعليق التاريخي بعد أشهر من التوترات، لا سيما استحالة تصدير الخام عبر الحدود المغلقة مع بنين، فيما ظلت محاولات التوصل إلى حلول بديلة، مثل التصدير الجوي عبر ناميبيا، حبرا على ورق في مواجهة إصرار السلطات النيجرية على سحب التراخيص منها.
وفي 20 يونيو الماضي سحبت السلطات النيجرية تصريح التشغيل لمخزون كبير من اليورانيوم من مجموعة "أورانو" الفرنسية.
وأعقب هذا القرار الكبير، بعد أسبوعين، إجراء مماثل على شركة كندية، وهو ما يؤكد رغبة النيجر في استعادة السيطرة على مواردها الطبيعية.