ترامب يقول إنه يعتزم التحدث إلى بوتين خلال الأيام المقبلة
يُراهن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مجموعة من الأهداف، بعد إعلانه عن "البطاقة الذهبية" في صدارتها حماية الدولار الأمريكي الذي يتعرض لتأثيرات سلبية على مستوى العالم، وجذب استثمارات جديدة خاصة مع فتح الباب أمام رجال الأعمال الروس "الأوليغارشيين" الذين منعوا من دخول أمريكا بعد عقوبات متعلقة بالحرب الأوكرانية.
وأكد خبيران متخصصان في الشؤون الأمريكية والروسية لـ"إرم نيوز"، أن عدم استثناء "الأوليغارشيين" من الحصول على هذه الإقامة، يأتي في إطار تفاهمات بين واشنطن وموسكو في ظل المباحثات بينهما من جهة، ومن جهة أخرى، التعامل مع التأثر السلبي عالميا للدولار في ظل تقليل الاعتماد عليه.
وعلى الرغم من وجود برنامج "إي بي-5" للاستثمار مقابل الإقامة، إلا أن واشنطن ستلغيها لصالح البطاقات الذهبية التي يعول ترامب على بيع قرابة مليون منها.
ويقول مدير مركز "جي إس إم" للدراسات الدكتور آصف ملحم، إنه خلال اجتماع الوفدين الروسي والأمريكي في العاصمة السعودية الرياض، قدم كل منهما للآخر قائمة طويلة بالنقاط التي من الممكن التحاور حولها وحلها، ويبدو أن الأمر المتعلق بالأضرار التي لحقت بـ"الأوليغارشيين الروس" على أثر العملية العسكرية في أوكرانيا، جاءت ضمن النقاشات بين الجانبين.
ويؤكد ملحم لـ"إرم نيوز"، أن العقوبات على روسيا أدت إلى تضرر مصالح هؤلاء "الأوليغارشيين"، في ظل قدرة محدودة على السفر أو دخول الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية؛ ما أثر على أعمالهم ومصالحهم المالية. وفي التوقيت نفسه، أصبح المزاج عند هؤلاء رجال الأعمال سلبيا تجاه العملية العسكرية بأوكرانيا وبدأ صوتهم يرتفع في روسيا؛ مما يضر بموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب ملحم، فإن هذا القرار يأتي ضمن تعامل أمريكا مع ما استشعرته من التأثر السلبي لقوة الدولار في العالم، وما لحق به في الأسواق العالمية، على عدة أوضاع، حيث هناك الكثير من الدول بدأت تقلل اعتمادها عليه، منها الصين التي قللت استثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية إلى النصف، بعدما كانت 1.2 تريليون دولار في نهاية 2022، إلى أن وصلت إلى 700 مليار دولار.
ومن نيويورك، يرى الخبير في الشأن الأمريكي، أحمد محارم أن طرح ترامب لهذه الإقامة وإمكانية حصول "الأوليغارشيين الروس"، يأتي ضمن عدة أركان من بينها انتعاش الاقتصاد الأمريكي بالدرجة الأولى، سواء بأموال تضخ من خلال ثمن هذه الإقامة أو استثمارات يستطيع رجال الأعمال الروس القيام بها في الداخل الأمريكي؛ ما يسهم في تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الاستثماري بالداخل.
وذكر محارم لـ"إرم نيوز"، أن من بين أركان عدم استثناء "الأوليغارشيين الروس" من الحصول على هذه الإقامة، تقديم رسالة مباشرة على ما يمضي فيه ترامب من تفاهمات مع الروس، ومباحثات بشأن الأزمة الأوكرانية، والتأكيد على رفعه شعار "أمريكا أولاً"، وذلك في إطار تعامل وتنسيق في ملفات عدة مع موسكو.
وأوضح محارم أن ما يفكر فيه "ترامب" بأسلوبه البراغماتي الذي اعتدنا عليه كتاجر يستغل الفرص، التعامل بشكل عام مع أي ارتدادات سلبية على أمريكا واقتصادها في ظل ما يرى فيه ضررا من الحرب في أوكرانيا، ونوعا من التفاهم مع روسيا ضمن المباحثات القائمة في ظل ما تعرض له رجال الأعمال الروس الذين سيفيدون الخزانة الأمريكية على المدى القريب، بالإقبال على هذه الإقامة ومميزاتها.
وأشار إلى أن مثل هذا الطرح، من المؤكد أنه جاء بترتيب مع روسيا خلال المباحثات القائمة، لتفتح مجالات تحقق فائدة للجانبين، ويبنى عليها حلولا لملفات أخرى معقدة.