ترامب: الاتفاق مع إيران يسير بنحو طيب وأريد تفادي أن تسوء الأمور
كاتبة أمريكية تعاني من ضغط العمل في رواية جديدة تقوم بتأليفها، حيث أزف موعد تسليم المسودة الأولى لدار النشر، فتهرب إلى دولة بعيدة ولغة جديدة بحثا عن الهدوء وتصفية الذهن، فتقع في غرام شاب يصغرها بأكثر من عشرين عاما في قصة عن المشاعر المستحيلة التي تجرف طرفيها بعيدا عن المنطق.
تشكل تلك الفكرة الخط الدرامي العام للفيلم الأمريكي الجديد "عزلة الحب" أو "Lonely Planet" الذي يُعرض حديثا على منصة "نتفلكس"، وتلعب بطولته لورا ديرن وليام هيمسورث. ويتناول العمل فجوة العمر في طرفي علاقة عاطفية تبدو للوهلة الأولى غير مستساغة اجتماعيا؛ وبالتالي يتعين على صاحبيها بذل جهد مضاعف.
تدور الأحداث بالكامل، باستثناء آخر مشهدين، في أحد المنتجعات المغربية حيث تنظم صاحبة فندق جميل يقع على مشارف الصحراء ملتقى سنويا لمشاهير الأدباء حول العالم ليتجمعوا ويتعارفوا ويقضوا نحو أسبوع من التغيير.
بطلة الفيلم "كاثرين" مؤلفة شهيرة ذات صيت ذائع لكنها لم تمتلك نفس الحظ في الحب والسعادة. البطل "أوين" شاب وسيم يعاني أزمة مشابهة فهو يعمل في مجال بيع العقارات، باستخدام أساليب تكاد تكون غير أخلاقية، وإن كانت مربحة.
يأتي "أوين" إلى المغرب رفيقا لحبيبته الكاتبة الشابة التي تتلمس خطواتها الأولى في عالم الإبداع، وتضع قدمها على أولى درجات سُلم المجد حين تحقق روايتها الأولى أرقاما كبيرة في التوزيع.
تنسحب " كاثرين" من جميع أنشطة الترفيه ولقاءات التعارف الاجتماعي الشخصي التي ينخرط فيها زملاؤها الكُتاب بحثا عن العزلة والتركيز، بينما يجد "أوين" نفسه في حالة مشابهة بسبب عجزه عن التأقلم مع جميع أنشطة حبيبته، فيخبرها أنه ليس عليها أن تقلق بشأنه وأن تستمتع بالرحلة مع زملائها وأصدقائها الجدد، أما هو فسيقضي وقته في استكشاف المكان.
ينجذب كل من "كاثرين" و"أوين" إلى الآخر بسرعة كبيرة، ولا سيما مع اتساع الفجوة بين الأخيرة وبين صديقته الحميمة، وظهور خلافات شديدة بينهما، وإحباط الأديبة الشابة من رد فعل حبيبها اللامبالي وهي تخبره بأن واحدة من كبرى دور النشر الأمريكية ترغب في التعاقد معها بشأن روايتها القادمة وبمستحقات مالية لم تكن تحلم بها.
شاب مأزوم وكاتبة متوترة، يسقطان في الهوة العميقة للعزلة والفراغ والإحباط، فيكون الحب إذن هو الإجابة المثالية لكل منهما، لكن تلك الحبكة تعرضت لكثير من العوامل التي أضعفت منها وجعلت التقييم النهائي للفيلم سلبيا.
أولى تلك العوامل يتمثل في سوء اختيار فريق التمثيل، فلم تبدو "كاثرين" فيه على مستوى الأنوثة أو الجمال بالقدر الذي يجعل شابا وسيما يفضلها على فتاة جميلة من سنه. وصحيح أن العلاقات العاطفية تتغذى على التفاهم والانسجام العقلي والاحتواء النفسي، لكن الشرارة الأولى للغرام يلزمها الحد الأدنى من الإثارة والجاذبية واللهيب، وهو ما لم يتوفر إطلاقا في لورا ديرن.
السبب الآخر هو ذلك الفتور، إن لم يكن البرود، الذي وسم أداء الشخصيتين الرئيسيتين في الأحداث، فجاءت انفعالاتهما عادية، هادئة، لا تتناسب إطلاقا مع التحولات الباطنية العاصفة التي يُفترض أنها تعتري كلا منهما.
وجاءت النهاية مفتوحة حين تلتقي السيدة التي على مشارف الستين مع الشاب الذي يقترب من الأربعين في الولايات المتحدة بعد أن افترقا في المغرب إثر خلاف مفاجىء نشب بينهما في اللحظات الأخيرة.
الكاتبة تجاوزت أزمتها وتحتفل بإصدار الرواية ونجاحها، بينما يراها "أوين" بالمصادفة، فيلتقيان ويتبادلان عناقا حارا، مصحوبا ببعض كلمات العتاب والاعتذار، في مشهد لافت ونهاية مفتوحة هي أجمل ما في الفيلم.