عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
منوعات

سوق السروجية.. نموذج راقٍ للعمارة الإسلامية في دمشق (صور)

سوق السروجية.. نموذج راقٍ للعمارة الإسلامية في دمشق (صور)
25 مارس 2024، 7:43 ص

بموازاة شارع قلعة دمشق، وما أن تتجاوز قناة العقرباني المتفرعة عن نهر بردى باتجاه الشمال بما لا يزد عن الثلاثين متراً، ستكون على بوابة سوق السروجية الشهير، صحيح أنه يقع خارج سور المدينة القديمة، لكنه ما زال محافظاً على هويته العمرانية القديمة كنموذج راقٍ عن العمارة الإسلامية، رغم التحديثات التي أجرتها محافظة دمشق عليه في السنوات القليلة الماضية.

تشير المراجع التاريخية إلى أن سوق السروجية يسبق زمنياً في نشوئه سوق الحميدية وسوق مدحت باشا بسنين طويلة، وفي مدخله الذي يبدأ بشارع الثورة ستطالعك ماكينات تصطف أمام المحلات لدرازة الجلود وأقمشة الشوادر، وإلى جانبها تتصدر الواجهات الأحزمة الجلدية والحقائب والحبال وبعض النحاسيات التي تشبه الأجراس وعقود الخرز الزرقاء، وغير من سدائل تُعلَّق على أعناق الخيل وسروجها.



من هنا حمل السوق اسمه، من مهنة صناعة سروج الخيل التاريخية التي باتت الآن معرَّضة للاندثار بعدما خفت بريقها، وقَلَّ استخدام منتوجاتها من السرج، الخرج، الرشمة، صدر الصوف، الكرباج، اللجام، وغيرها من مسلتزمات الخيل إلى الحد الأقصى، إذ باتت مقتصرة على مُربِّي الخيول ونوادي الفروسية، خاصةً مع تراجع السياحة بسبب الحرب، حيث كان السياح يقتنون بعض تلك المنتجات التراثية. 



ويعتبر سوق السروجية أحد أقدم أسواق دمشق وأشهرها، تأسس في العهد الأيوبي قبل نحو 800 عام، وكانت وظيفته الأساسية في ذاك الزمن وفي السنوات التي تلته، تزويد الجيوش بالسروج والمعدات الحربية والخِيام والأسلحة وغيرها، منذ أيام الأيوبيين إلى المماليك والعثمانيين وصولاً إلى الحاضر القريب.

وجاء في كتاب "أسواق دمشق القديمة" للباحث قتيبة الشهابي أنه ورد ذكر هذا السوق عند ابن عبدالهادي بقوله "سوق السروجيين غربي القلعة تُباع فيه السروج وآلة الخيل"، مما يدل على تواجده في العصر المملوكي وربما كان أقدم من ذلك، وأيضاً ورد عند القساطلي بقوله "سوق السروجية وتعمل به أدوات الخيل"، كما حددت خارطة شرطة دمشق الصادرة خلال الأعوام (1922-1924) موقعه وتسميته في نفس موضعه الحالي.



حالياً يضم السوق 83 متجراً فقط، منها أربع أو خمس محلات ما زالت محافظة على متاجرتها بالسروج ومستلزمات الأحصنة من سدائل الخيل وزينتها اليديوية، إلى الرَّكابات التي تستخدم لصعود الراكب ونزوله عن ظهر الدابة، والمَدْوَر وهي الكمامة أو اللجام التي توضع حول خِطْم الدابة ليُربَط به.



في حين دخلت منذ سنوات عديدة مهن جديدة للسوق مثل بيع الشوادر ومهنة الكمرجية أي صُنَّاع الأكمار والزنانير أو الأحزمة الجلدية، وهناك حرفيو أجربة المسدسات ونُطُق الذخيرة المعروفة بالتسمية الشائعة "بيت الفرد وجْنَاد الفَشَكْ"، وإلى جانبهم هناك محلَّات النطفجية الذين يصنعون ما يلزم الدواب من أرسان، وسماطات وعقُل وغيرها من أنواع الحبال والصوف والقطن المصنوعة يدوياً، وأيضاً بات في السوق من يبيع الحقائب والملابس، وغيرها.

يبلغ طول سوق السروجية قرابة الـ500 متر، يبدأ من شارع الثورة وينتهي شمالاً بشارع الملك فيصل بن الحسين، بينما يحده من الشرق سوق المحايرية، ومن الغرب سوق الزرابلية قبل أن يزال في السنوات الأخيرة.



ويعتبر سوق السروجية شاهداً على قوة العمارة الإسلامية ورونقها، حيث تتميز متاجره بواجهتها الحجرية وقناطرها، التي تعلو أبوابه الخشبية ونوافذه العالية والشرفات نصف الدائرية، فضلاً عن أرضيته المرصوفة بحجر اللبون وسقفه المصنوع من الخشب والتوتياء، ليقي التجار والزبائن حر الصيف ومطر الشتاء.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC