جامعو القمامة في طهران .. أطفال مشردون بين موتَي الجوع و"كورونا"

سلطت وكالة "إيلنا" الإيرانية، في تقرير إخباري نشرته اليوم الأربعاء، الضوء على تداعيات تفشي فيروس كورونا على سلامة وحياة الآلاف من أطفال الشوارع العاملين بجمع القمامة، لا سيما في العاصمة طهران، في ظل انتشار الفيروس وخروجه عن السيطرة في أغلب أرجاء البلاد.

وقالت الوكالة إن الآلاف من أطفال الشوارع في طهران - وأغلبهم من المهاجرين - باتوا هذه الأيام عرضة للإصابة بفيروس كورونا نظرا لعملهم في جمع القمامة وما يتعرضون له من ملامسة بل واستعمال أشياء مستهلكة من قبيل الكمامات والقفازات التي يتخلص منها المواطنون في القمامة.

ونقلت عن أحد الأطفال الأفغان المهاجرين العاملين في جمع القمامة - ويُدعى "شنبه" - أنه يضطر لمواصلة جمع القمامة رغم خطورة العمل في هذه الأيام مع انتشار فيروس كورونا لكي يؤمن نفقاته ونفقات أسرته.

وعلقت الوكالة الإيرانية على شهادة الطفل الأفغاني "لم يكن سهلا أن نحدد عمر هذا الإنسان، فوجهه ويداه المتسختان تقول إنه يبلغ من العمر 40 عاما، بينما هو في الحقيقة طفل ذو 11 عاما، ولكنه يضطر لجمع القمامة، ومنها ما هو أخطر، وهي الكمامات والقفازات المستعملة من المواطنين، ما يهدد حياته وسلامته بخطر الإصابة بفيروس كورونا".

وكشفت الوكالة أن بلدية العاصمة طهران أعلنت خلال الأيام الأخيرة تعطيل عملية جمع القمامة لشهر على الأقل نظرا لانتشار فيروس كورونا، كما طلبت البلدية من سكان العاصمة فصل الكمامات والقفازات الطبية عن غيرها من القمامة منعا لتفشي الوباء وإصابة العاملين بجمع القمامة.

إلا أن هذا القرار معني بالأساس بعمال النظافة الحكوميين، بينما أغفل الأطفال المشردين العاملين بجمع القمامة الذين يتعرضون يوميا لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض وانتقال العدوى لتعاملهم مع القمامة التي تحتوي عادة على مخلفات طبية، وفق ما نقلت وكالة "إيلنا".

وتشهد إيران انتشارا واسعا لفيروس كورونا في مختلف المدن والمحافظات، حيث سجلت البلاد أعدادا كبيرة من المصابين والمتوفين بالفيروس القاتل، بل ووصل انتقال العدوى إلى بعض دول الجوار بعدما تحولت إيران إلى بؤرة لتفشي المرض في منطقة الشرق الأوسط.