منظمة الصحة العالمية: انخفاض خطير بمخزونات الأدوية في غزة
ارتفع عدد الأشخاص الذين يتصلون بهاتف "خدمة الخط الساخن لمنع الانتحار" في لبنان، بأكثر من الضعف منذ العام الماضي، ليصل حاليًا نحو 1100 مكالمة في الشهر، فيما عيادة العلاج المجانية التي تديرها منظمة "إمبريس" غير الحكومية، محجوزة بالكامل حتى أكتوبر، مع وجود أكثر من 100 شخص على قائمة الانتظار.
وعرض تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية، الخميس، توقعات بأن تستمر هذه الأعداد في الزيادة في الأشهر المقبلة، مع تضاؤل الآمال بالنسبة للسكان المنكوبين، الذين دفعهم إلى حافة الهاوية تتابع لا نهاية له على ما يبدو من المشاكل.
الحكي بيطوّل العمر
وينقل التقرير عن ميا عطوي، المؤسس المشارك، ونائب رئيس جمعية "إمبريس" التي تدير الخط الساخن، أن الطلب المتزايد للعلاج النفسي، دفع الجمعية إلى تمديد عمليات الخط الساخن إلى 21 ساعة في اليوم، ارتفاعًا من 17 اتصالًا، بهدف الوصول إلى 24 ساعة في الأشهر المقبلة.
وقالت عطوي، إن عيادة العلاج المجانية التي تديرها المنظمة محجوزة بالكامل حتى أكتوبر، مع وجود أكثر من 100 شخص على قائمة الانتظار.
كما ارتفع عدد الأطفال الذين يتصلون بالهاتف، حيث شكل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا 15 في المئة من المتصلين في يوليو، مقابل أقل من 10 في المئة في الأشهر السابقة.
ففي إحدى المكالمات، يقول الأب، إنه يفكر في الانتحار لأنه غير قادر على إطعام أطفاله، وفي مكالمة أخرى قال رجل أصبح بلا مأوى مؤخرًا، إنه فقد كل أمل.
وقبل ذلك، كما تقول عطوي، تلقت المنظمة مكالمة من أب يعيش في سهل البقاع اللبناني، كان يشعر برغبة في الانتحار، لأن لديه أربعة أطفال لم يعد بإمكانه إطعامهم، مضيفة: "كثير من الناس فقدوا الأمل. نتلقى مكالمات مماثلة كل يوم.. الأزمة تفاقمت بشكل كبير".
يشار إلى أن الجمعية التطوعية "إمبريس" ترفع على مواقعها في السوشيال ميديا شعار "الحكي بيطوّل العمر - خط الحياة 1564".
هجرة أصحاب الاختصاص
وقد تضاعف عدد اتصالات اليأس والاستغاثة، بعد أن شهد لبنان هجرة جماعية لمتخصصي الرعاية الصحية، ونقصًا في الأدوية لعلاج القلق والاكتئاب والذهان.
ومع خروج المستشفيات من الخدمة، وتعرض المدارس لخطر الإغلاق، فر اللبنانيون من البلاد بشكل جماعي؛ مما أدى إلى انتشار وباء الوحدة على رأس البؤس الذي يعانيه اللبنانيون في حياتهم اليومية.
بقول فادي معلوف، رئيس قسم الطب النفسي في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت ، إنه تلمّس زيادة في أعداد المرضى القادمين للعلاج.
ويضيف: "نشهد بالتأكيد المزيد من القلق والاكتئاب، ولكننا نشهد أيضًا، حالات أكثر تقدمًا. لقد تفاقم الوضع بسبب معضلة مزدوجة".
ويعرض معلوف كيف أن الجزء الأكبر من المتخصصين في الصحة العقلية، غادروا البلد تاركين المرضى يكافحون للعثور على مساعدة الخبراء، في حين أن النقص في مضادات الاكتئاب ومثبتات الحالة المزاجية والأدوية المضادة للقلق، أوقف العلاج بالنسبة للكثيرين.
ويضيف: "لقد رأينا حتى المرضى الذين قرروا التوقف عن علاجهم، وأصبحوا أكثر اكتئابًا، وحتى ميولًا إلى الانتحار، وانتهى بهم الأمر في غرفة الطوارئ لدينا.. هؤلاء هم المرضى الذين كانوا أصحاء مستقرين في السابق".