البَيض.. أحدث فصول التوتر الديني والثقافي في الهند

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن "السلطات الهندية في ولاية أحمد أباد غرب البلاد شنت حملة ضد عربات بيع البيض في المنطقة تنفيذًا لرؤية دينية يتبناها بعض طوائف الهندوس هناك".

وبحسب الصحيفة، شن عمال بلدية أحمد أباد حملة على حي مزدحم في المدينة واستولوا على "الممنوعات"، في حين ركض التجار أو راقبوا بلا حول ولا قوة بينما تأخذ السلطات بضائعهم "غير المشروعة".

وأوضحت "بهذا، نفذت الحكومة حملة ناجحة على البيض".

لكنها تشير إلى أن قائمة الأشياء المصادرة شملت أيضا "عبوات غاز، والخبز، والخضراوات، والأطباق، والأكواب، ومقاعد - قد يحتاجها المرء لتشغيل عربة طعام لبيع البيض المخفوق أو المقلي أو الملفوف في خبز".

واعتبر مشغلو عربات الطعام الذين هربوا أنفسهم محظوظين لأنهم لاذوا بالفرار.

أحدث فصول التوتر

وتقول نيويورك تايمز إن مكانة البيضة المتواضعة في ثقافة طعام الشارع في ولاية غوجارات، وهي ولاية في غرب الهند، أصبحت أحدث نقطة في الدور المتنامي للدين في الحياة اليومية.

وتشير إلى أنه "في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي يتمتع بقاعدة قومية هندوسية، اتخذت الحكومة الوطنية خطوات في السنوات الأخيرة للترويج للدين وتهميش المسلمين وغيرهم من الجماعات".

وقد حذت الحكومات المحلية حذوها، وسنت قواعد في بعض الأماكن تلتزم بشدة بالعقيدة الهندوسية. وهذا صحيح بشكل خاص في ولاية غوجارات، التي قادها السيد مودي لمدة 13 عامًا قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء والتي غالبًا ما يُنظر إليها على أنها مختبر لدفع السياسات لإعادة تشكيل الهند وفقًا لرؤيته القومية الهندوسية.

وتشمل تلك الإجراءات تشديد الحظر على الكحول وإضافة وسائل حماية من ذبح الماشية التي يعتبرها كثير من الهندوس مقدسة.

 إعدام ميداني

وتتابع الصحيفة "مع تصاعد القومية الهندوسية، تصدّر الطعام عناوين الصحف. فقدَ مئات الأشخاص وظائفهم عندما بدأت إحدى الولايات التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا في شمال الهند في إغلاق المسالخ".

وقد "تعرض المسلمون المتهمون بذبح الأبقار إلى الإعدام دون محاكمة على يد الغوغاء. في ولاية كارناتاكا الجنوبية".

تأثير اقتصادي

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه المعتقدات والتي انطلقت منها الحملة على البيض قد تتعارض مع الأهداف الاقتصادية للهند والأعراف الاجتماعية المتغيرة، فقد نما استهلاك البيض في الهند بشكل كبير في السنوات الأخيرة مع دخول المزيد من العائلات إلى الطبقة الوسطى.

وتأمل الحكومة المركزية أن يصبح البيض مصدرًا متناميًا للبروتين؛ لأن ارتفاع استهلاك البيض يمكن أن يساعد قطاع المَزارع المضطرب في البلاد.

لكن الصحيفة تلفت إلى أن الحملة المناهضة للبيض تضم كثيرا من الهندوس المحافظين، لا سيما بين الطبقة العليا، الذين يعتقدون أن استهلاك البيض لا يؤدي إلى التقدم الروحي.

قال غانشيام شاه، الأستاذ المتقاعد في علم الاجتماع السياسي الذي يعيش في أحمد أباد "يريدون أن يعتقد الناس أن الطعام النباتي هو الطعام المتحضر". "هذا جزء من ثقافتهم القديمة".

وقال إن مسؤولي غوجارات "لديهم أجندة لجعل دولتهم دولة هندوسية أولى" من خلال إملاء نظام ثقافي وقيمي موحد.

معجبون

وتذكر الصحيفة أن حملة الحظر المفروض على البيض بالتأكيد لها معجبوها، ومن بينهم ناريش كانسارا، المسؤول في معبد هندوسي كبير في أحمد أباد، والذي يعتبر أنه كان من الخطأ بيع طعام غير نباتي في مكان قريب. "لماذا لا يأكلون في فندق بعيدًا عن الأنظار؟!".