عاجل

أكسيوس: أوستن يؤجل زيارته لإسرائيل بسبب التصعيد على الحدود الشمالية

logo
منوعات

دراسة حديثة تكشف "صلة وثيقة" بين كورونا وأمراض الدماغ

دراسة حديثة تكشف "صلة وثيقة" بين كورونا وأمراض الدماغ
08 مارس 2022، 10:20 ص

رغم أن كوفيد مرض تنفسي بالدرجة الأولى، لكنه قادر أيضا على إصابة الدماغ، وفقا لتأكيدات دراسات حديثة أجريت منذ بداية الجائحة قبل عامين، خلصت لوجود تبعات عصبية لـ"كوفيد-19"، حيث شهد مرضى كوفيد السابقون تقلصا في أدمغتهم، نتج عن الإصابة بالفيروس بعد أشهر عدة، وتسبب بفقدان أو تلف نسبة 0,2% إلى 2% لأنسجة المخ.

وخلصت الدراسة الحديثة التي نشرت نتائجها مجلة "نيتشر"، إلى تسجيل "أثر ضار مرتبط بـ SARS-Cov-2"، الفيروس الذي نشأ منه كوفيد، في أدمغة أشخاص بعد أشهر من إصابتهم.

ولهذا البحث أهمية كونه يوفر أقوى دليل حتى الآن على أن كوفيد يمكن أن تكون له تبعات طويلة المدى على الدماغ، لا سيما "المادة الرمادية" التي تشمل الخلايا العصبية.

وتقول الدراسة، إن هذه الفكرة ليست بجديدة، إذ ورد ذكرها تقريبا في بداية الجائحة أوائل عام 2020، عندما لاحظ أطباء كثر اضطرابات عصبية لدى مرضى كوفيد.

وأجريت دراسات عدة في هذا الاتجاه، حيث أظهر بعضها أن نسبة الاضطرابات المعرفية كانت أعلى لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بكوفيد، فيما رصدت دراسات أخرى تشوهات في أدمغة المرضى.

ومع ذلك، لا يمكن للفئة الأولى من الدراسات إثبات وجود آلية سببية مباشرة. أما الفئة الثانية من الدراسات فقد أجريت على عدد قليل من المرضى الذين يعانون بشكل عام أشكالا حادة من كوفيد. وفي بعض الحالات، شملت الدراسات حتى تشريحا لجثث مرضى متوفين.

غير أن نتائج الدراسة التي نُشرت نتائجها، أمس الإثنين، أتت أكثر حسما. فهي حللت عددا كبيرا نسبيا من الأشخاص (بالمئات)، وراقبت حالة أدمغتهم لرصد ما إذا كانت تضررت جراء كوفيد أم لم تتأثر به.

فعندما أصيبوا بكوفيد، لم يُنقل معظم هؤلاء الأشخاص إلى المستشفى. لذلك، يعطي هذا البحث فكرة عن الآثار العصبية لمرض كوفيد بشكله الخفيف، وهو ما حصل لدى الغالبية العظمى من الناس.

أخيرا، في كل حالة جرى تحليلها، اعتمدت الدراسة معيارا مرجعيا يعود إلى ما قبل ظهور كوفيد. فقد خضع المرضى جميعا لتصوير دماغي قبل سنوات، كجزء من عملية أجرتها منظمة Biobank، التي تجمع بيانات صحية منذ سنوات في المملكة المتحدة.

وفي النتائج، شهد مرضى كوفيد السابقون عموما تقلصا في أدمغتهم. في المعدل، ينتج عن الإصابة بالفيروس بعد أشهر عدة، فقدانا أو تلفا بنسبة 0,2% إلى 2% لأنسجة المخ أكثر مما يُلاحظ عند الأشخاص الأصحاء.

وقالت الباحثة الرئيسية المساهمة في الدراسة غواناييل دوو، في عرض تقديمي على موقعها على الإنترنت: "للحصول على فكرة عن حجم هذه التأثيرات، يمكننا مقارنتها بما يحدث أثناء الشيخوخة الطبيعية: نعلم أن الأشخاص يفقدون ما بين 0,2% و 0,3% من المادة الرمادية كل عام في المناطق المرتبطة بالذاكرة".

لكن هل يثير ذلك الذعر من فيروس ينمو بشكل منهجي داخل الدماغ ويهاجم الخلايا العصبية بصورة نهائية؟ الجواب القطعي هو كلا، إذ إن الدراسة لا تجعل من الممكن استخلاص أي استنتاج، سواء على آليات هذه الإصابات الدماغية أو على طابعها النهائي.

في السياق، سجل الباحثون ملاحظة مهمة، لكن يمكن تفسيرها بطرق عدة، فقد لاحظوا أن مناطق الدماغ الأكثر تضررا بعد الإصابة بكوفيد هي تلك المتعلقة بإدراك الروائح.

ومن المعلوم أن فقدان الشم هو أحد أكثر أعراض كوفيد شيوعا. ويعود ذلك على الأرجح إلى أن العصب الشمي يتعرض لهجوم من الفيروس، أو يتأثر بالاستجابة المناعية للعدوى وفق دراسة حديثة.

لذلك قدمت دوو فرضيات عدة: يمكن أن يصاب الدماغ بالتهاب، ينتقل على سبيل المثال عن طريق القناة الشمية، أو يسببه الفيروس نفسه أو عن طريق رد فعل الجسم تجاهه.

لكن من الممكن أيضا أخذ الأمور في الاتجاه المعاكس. ماذا لو كان فقدان حاسة الشم هو الذي أثر على الدماغ؟

وقالت دوو: "نعلم أن الفقد الدائم للشم، يؤدي إلى انخفاض في المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالشم".

مع ذلك، فإن هذا التأثير قابل للعكس، فبحسب دوو: "يمكننا أن نعتقد أنه مع عودة حاسة الشم، فإن هذه الاختلالات الدماغية ستصبح أقل وضوحا بمرور الوقت".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC