وزير خارجية بريطانيا: إسرائيل تحتجز اثنين من نواب البرلمان البريطاني
تعيش المقاهي والصالات الرياضية في العراق خلال شهر رمضان، أجواء فريدة وغير شائعة في البلدان العربية الأخرى، حيث يتجمع عشرات أو مئات وأحيانا آلاف الرجال من مختلف الأعمار، للعب "المحيبس".
اقتبست اللعبة اسمها من تصغير اسم "المحبس"، وهو خاتم الأصبع، حيث يخفيه أحد أعضاء الفريق الأول، بإحدى يديه، ويتوجب على قائد الفريق الثاني العثور عليه من بين باقي أعضاء الفريق، معتمدا على الفراسة فقط.
لكن ذلك الوصف لا يعكس أجواء الحماسة التي يعيشها اللاعبون؛ وهو ما يدفع عشاق اللعبة الكثر في العراق، إلى التوجه إلى مكان اللعبة المتفق عليه، بعد إفطار يوم الصيام.
إذا يفضل عشاق المحيبس في العراق، لعبتهم الشعبية على عروض الدراما التلفزيونية والمحتوى الهائل والمتجدد لمواقع التواصل الاجتماعي في هواتفهم.
تشهد اللعبة حماساً خلال تنقل الكشاف، وهو قائد الفريق الذي يتوجب عله تمييز لاعب الفريق الآخر الذي يخفي الخاتم بيديه.
يعتمد الكشاف على رصد أعراض الخوف والقلق التي تظهر على حامل المحبس، خشية اكتشاف ما في يده، وخسارة فريقه.
وتعكس تصريحات سابقة لجاسم الأسود، وهو بطل العراق في "المحيبس"، حماسة اللعبة، إذ يقول "رغم خفة وزن الخاتم (المحبس)، فإن حامله في أثناء اللعبة يشعر بأنه يحمل أطنانا من الأثقال، فتصدر منه ردود فعل مختلفة.
وبجانب تلك الحماسة، تشكل اللعبة فرصة للقاء سكان الحي الواحد في المقهى القريب، أو لقاء فريق من حي آخر، حيث يلتقي عشرات المشاركين على وقع الشاي والحلويات التي تميز ليالي رمضان في العراق، وقد تنتهي بدفع الفريق الخاسر ثمنها.
لكن في بغداد، التي تعد موطن اللعبة الرئيس، تشهد بعض المباريات مشاركة المئات من اللاعبين، وحضور مشجعين يصل عددهم للآلاف، يتجمعون في صالات رياضية لمشاهدة فراسة مشاهير اللعبة، مثل جاسم الأسود الذي يمكنه كشف الخاتم المخفي عند شخص في فريق يضم المئات.
من اللافت أن لعبة المحيبس التي يشكل شهر رمضان موسمها الرئيس، تستمر في فصول الصيف الحارة خلال دورة رمضان، ولم تتوقف في فترة الاضطرابات الأمنية التي عاشتها بغداد والعراق بين عامي 2006 و2007.
وينظر إليها عشاقها على أنها أكثر ما يجمع العراقيين بمختلف انتماءاتهم، من أربيل في الشمال إلى البصرة في الجنوب، مرورا ببغداد في الوسط.
ويقول عشاق اللعبة إن تاريخها يعود لمئة عام وربما أكثر قليلا، لكن رواية تاريخية أخرى تربطها بالعصر العباسي، عندما فقد الخليفة هارون الرشيد خاتمه بعد إفطار أحد الأيام، ومازحه أصدقاؤه الذين عثروا على الخاتم في المجلس، بأن طلبوا منه تمييز من يخفيه بيديه من بينهم.
