عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
منوعات

أسواق الخردة.. ملاذ "فقراء سوريا" في زمن الغلاء (صور)

أسواق الخردة.. ملاذ "فقراء سوريا" في زمن الغلاء (صور)
25 مارس 2022، 10:15 ص

لجأ فقراء سوريا خلال سنوات الحرب، إلى المتاجرة بالخردة والأشياء البالية والمستعملة، وهو ما أوجد أسواقا مخصصة لهذه "المهنة".

ويعيش 90% من عدد السكان تحت خط الفقر، وينخفض دخل الفرد إلى أقل من دولار واحد في اليوم، وفقا لأرقام الأمم المتحدة، التي تشير إلى أن 60% من السكان يعانون من الجوع، فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية عشرات الأضعاف منذ بدء الحرب.

وبسبب الوضع الاقتصادي المتردي، نشأت أسواق دائمة وأسبوعية، إلى جانب الأسواق المعروفة، يبيع فيها الفقراء للفقراء بضاعة تناسب وضعهم المالي المتردي.





ويقول شخص يدعى جابر يعتاش على هذه التجارة، "أشتري المفروشات البالية وأقوم بإصلاحها ثم أبيعها بسعر معقول كي أؤمن مصروف عائلتي".

وهناك العديد من الأسواق في دمشق وريفها، أهمها "سوق الجمعة"، ويعرف محليا بسوق "الحرامية"، وتعرض فيه جميع أنواع الخردوات.

ويضيف جابر لـ"إرم نيوز": "كل بضاعة لها زبائن، حتى النظارات البالية المستعملة تجد من يشتريها نظرا لسعرها المنخفض".





"بوابير الفتيل"

وبسبب توقف معظم عمليات الاستيراد، فقدت البضاعة الجديدة من السوق وحلت مكانها البضاعة المستعملة، حيث يقول جابر: "كيف يمكن مجاراة أسعار البضاعة المستوردة ومستوى دخلنا لا يتجاوز 30 دولارا في الشهر؟".

من جانبه يؤكد شخص يدعى سليم، أن الحاجة دفعته لبيع المفكات والبراغي الصدئة، ومضى قائلا: "صحيح أن هذه الأدوات قديمة، لكن الفقير غير قادر على شراء الجديد منها، فنحن نبيعها بربع السعر".

في حين يقول شخص آخر يدعى منير: "إن الأحذية المهترئة تلقى رواجا بسبب وصول سعر الحذاء الجديد إلى أكثر من 50 ألف ليرة"، موضحا أن "رب الأسرة لا يستطيع شراء متطلبات المدارس لأبنائه، فيأتي إلى هنا للحصول على أرخص الألبسة المدرسية والقرطاسية".

يشار إلى أن الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 4 الاف ليرة سورية.





وبسبب غلاء الأسلاك الكهربائية النحاسية، تعرض في السوق أسلاك مستعملة، حيث يقول أحد مرتادي هذه الأسواق ويدعى "أبو سامر": "أتيت للشراء من هنا لأن سعر متر الكابل الجديد يتجاوز 15 ألف ليرة"، مضيفا "أنا من زبائن سوق الحرامية الدائمين، ففيه الكثير من المتعة حتى لو لم يتسوق الإنسان أي شيء".

ودخلت على هذه الأسواق مؤخرا، "بوابير الفتيل"، التي انتشرت بسبب قلة الغاز المنزلي، إذ تقول "أم خالد": "لقد عدنا إلى عصر الأجداد باستخدام الفتيل في التسخين والإضاءة، ورغم كلفة الكحول المرتفعة التي يعمل عليها "الببور" إلا أن وجوده في المنزل يعتبر حلا عند نفاد الغاز".

بينما يقول "أبو قاسم" من جهته: "اشتريت نظارة للقراءة من بسطة النظارات المستعملة بألفي ليرة، واعتمدت على التجريب في اختيارها، فالنظارة الجديدة تكلف قرابة 50 ألف ليرة إضافة إلى معاينة الدكتور التي لا تقل عن 25 ألف ليرة".





قدم بلاستيكية ومعونات إنسانية

وفي إحدى البضاعة المعروضة، يوجد قدم صناعية من البلاستيك، حيث يقول من يعرضها ويدعى "أبو جميل": "اشتريتها من أحد الباعة الجوالين لأعرضها في السوق، فربما احتاجها أحد من مبتوري الأطراف".

ويضطر بعض الفقراء إلى بيع مواد المعونات الإنسانية التي يحصلون عليها من المنظمات الدولية والخيرية، إذ يوضح "أبو قاسم": "البعض يبيع كميات الرز والبرغل التي يأخذها من المساعدات، فالناس محتاجة للمال بأي ثمن".

وتقول "أم خالد" بدورها: "اشتريت فانوسا يعمل بالطاقة الشمسية كانت توزعه منظمة الهلال الأحمر، بسبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وهو ما يجعل دراسة الأولاد صعبة في المساء".





ومن الطرائف في هذه الأسواق، وجود أشياء وأدوات معطلة للبيع مثل مروحة معطلة أو ساعات بلا عقارب وهواتف مكسرة، إذ يقول منير: "علمنا هذا السوق أن كل أنواع الخردة لها زبائن سيشترونها، طال الزمن أم قصر".

وفي ريف دمشق، انتقل الكثير من البسطات إلى محلات نظامية تختص بالمفروشات أو الأدوات الكهربائية والسجاد بعد أن منعتها المحافظة من عرض البضاعة على الأرصفة.

ووفق بيانات منظمة العمل الدولية، فقد تراوحت نسبة البطالة في سوريا عام 2021 بين 50% و70%، وقد اضطر الكثير من الشباب للعمل في بسطات المواد المستعملة من أجل تأمين لقمة العيش.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC