وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق
ينظر علماء إلى الصحة والمرض على أنهما يخلقان توازنًا معقدًا ينتج عن التفاعل بين الجسد والعقل من جهة، والجسد والأفكار من جهة أخرى، فالأفكار تصيب الناس بالمرض، لكنها تشفي أيضًا.
ويتغلب الإنسان تدريجيًا على الرؤى الاختزالية التي تقلل من تأثير العالم الذاتي على أجسادنا، وبالتالي على المرض والشفاء.
وبدأ الطب التقليدي (الرسمي) يدرك تدريجيًا حدود مقاربته العلمية المادية، حيث تميز القرن العشرون بنموذج سادت فيه فكرة الجسم-الآلة.
وفي ضوء هذا التصور كان الجسم أشبه بجهاز مكوّن من أجزاء مختلفة، وكان المرض خللًا في جزء بعينه من هذه الأجزاء، وظيفيًا وهيكليًا.
ومع ذلك، بفضل نفس التطورات التي حققها الطب، ثبت أن للبُعد الداخلي تأثيرًا قويًا، مباشرًا أو غير مباشر، على الحالة الصحية لأي شخص.
وعلاوة على ذلك، يكون هذا التأثير أكثر وضوحًا على الحالة الصحية التي نشعر بها، ولهذا يقال إن الأفكار، بتأثيرها، تسبب المرض وتُميت، ولكنها تشفي أيضًا، وفقًا لتقرير نشره موقع "nospensees".
وتعمّق بروس ليبتون الأمريكي، حاصل على درجة الدكتوراة في بيولوجيا الخلية، ومؤلف لعدة كتب، في موضوع الصحة والمرض، وتأثير الأفكار على هذه العمليات، وأثبت أن النتائج التي توصل إليها مثيرة للاهتمام حقًا.
وأشار "ليبتون" إلى أن الطب الدوائي يمثل فشلًا عمليًا، كما أن الطب الكيميائي لا يزال عاجزًا عن شفاء 70% من الأمراض.
وفي الواقع تسبب جميع الأدوية الكيميائية بالفعل آثارًا سيئة أو أكثر سوءًا من المرض نفسه.
ويؤكد "ليبتون" أنه حتى العديد من هذه الأدوية، بمرور الوقت، قد تؤدي إلى الموت.
وذكر "ليبتون" أن البيئة الطبيعية للخلية هي الدم، وأن الجهاز العصبي هو الذي يحدد التغيرات فيه.
وبالإضافة إلى أن الجهاز العصبي هو البيئة الطبيعية للأفكار والمشاعر، وبالتالي، فمن وجهة نظر ليبتون، فإن الأفكار والمشاعر هي التي تسبب المرض في النهاية، وبالتالي فهي تملك القدرة على المساعدة في الشفاء.
بروس ليبتون، وكذلك العديد من الباحثين الآخرين، يمنحون للأفكار قوة راجحة في عملية المرض والشفاء.
وحتى أكثر الأطباء خبرة في علم الطب الدوائي (الصيدلة)، يعرفون أنه إذا كان شخص ما يعاني من مرض ما فهو يملك فرصًا أفضل للشفاء إذا مكث في بيئة معينة، محاطًا بالمودة والثقة.
وهذا ليس شيئًا خفيًا مقصورًا على فئة معينة، ولا تأثيرًا من العالم الآخر، بل إن سر قوة الأفكار هو أيضًا مسألة كيمياء، وعندما يكون الشخص أمام حضور لطيف أو يتمتع بمحفز إيجابي، فإن دماغه يفرز الدوبامين، والأوكسيتوسين، وسلسلة من المواد التي تجعل الخلايا صحية.
وكذلك الأمر عندما يكون المنبه (المحفز) سلبيًا، ففي هذه الحالة يثير الخوف أو الغضب أو أي انفعال آخر مدمّر.
ويؤدي الجسم مهمة شاقة كل يوم: إنتاج مئات المليارات من الخلايا الجديدة لتحل محل تلك التي تموت، كما يجب أن يدافع عن نفسه ضد آلاف العناصر المسببة للأمراض التي تهدد الصحة.
وإذا شعر الجسم أنه يتعين عليه مقاومة ومكافحة المحفزات البيئية السلبية كل يوم، سيكرّس لذلك كل طاقته، وبالتالي فهو يضع وظائف النمو والحماية الأخرى جانبًا، والنتيجة هي التعرض للمرض بسهولة أكبر.
وتمت دراسة تأثير الدواء الوهمي بلاسيبو "placebo" في ظروف مختلفة، وتؤكد النتائج تأثيره على إدراك الجسم.
والبلاسيبو مادة تُعطى للمريض بهدف علاجه، ولا يكون لها تأثير حقيقي في علاج المرض بعينه، فبها يتم إيهام المريض نفسيًا بأن هذا العلاج الذي يتناوله يحمل شفاءً لمرضه، وأنه علاج فعال في التخلص منه، كما يستخدم هذا العلاج في اختبارات الأدوية الجديدة، والأبحاث الطبية).
وفي الواقع، العديد من الأدوية الموجودة في السوق لها تأثيرات أفضل قليلًا من العلاج الوهمي.
وهذه الأدوية الوهمية هي دليل على أن تأثير الأفكار - في حالة تأثير الدواء الوهمي - يمكن أن يكون قويًا للغاية، فالمريض يعتقد أن ذلك سيشفيه فتقل حدة الأعراض، ويحصل على الشفاء.
وتلقي فيزياء الكم "Quantum physics" الضوء على أهمية الطاقة، وهي التركيب النهائي للمادة، وتتجه الأدوية الجديدة نحو تحقيق توازن الطاقة في الجهاز الحي أكثر من ميلها للتعديل الكيميائي للجسم. فهي تنطلق من مبدأ أن الاختلالات في الطاقة هي التي تؤدي إلى الحالات المرضية، وهذه الاختلالات غالبًا ما تأتي من البرمجة القائمة على الأفكار السلبية، التي نحملها منذ سنّ الطفولة.
كما يمكنك إقناع نفسك بوعيٍ أنه يجب عليك التفكير بشكل مختلف، ومع ذلك فإن شيئًا عميقًا في داخلك يعوقك.
وما يجب تغييره إذن ليس الأفكار الواعية، ولكن كل البرمجة اللاواعية التي حملناها في أعماقنا منذ السنوات الأولى من عمرنا، فهي الطريقة الكفيلة بإحداث التغييرات التي تعزز الصحة العقلية، وبالتالي الصحة البدنية.
ولا يعني مما تقدم التقليل بأي حال من الأحوال من أهمية الطب الدوائي في مواجهة أمراض مدمرة مثل السرطان، وغيره من الأمراض، لكن لا بد من التأكيد على أهمية الصحة العقلية، والرفاه النفسي، كعناصر تأثير فعالة في العلاج.