الشارع العربي في برلين.. فسحة لممارسة طقوس رمضان

الهدوء وقت الصيام خلال النهار، وزحام ما بعد الإفطار خلال الليل، وغيرها من العلامات، غابت عن شهر رمضان في أوروبا رغم إحياء مسلميها شعائر الشهر الكريم بصبغة عربية في مدن القارة، لكن ظلت تلك العادات الرمضانية خافتة في ظل ضوضاء المجتمع.

مكان واحد كان مختلفًا وانحاز بشرقيّة ساكنيه إلى النمط العربي، فكان في شهر رمضان فسحة إلى الشرق الأوسط من قلب العاصمة الألمانية، ألا وهو الشارع العربي في برلين.

وقال خالد الإدلبي، البالغ من العمر 44 عامًا، إن "هذا الشارع بالنسبة لنا حلم قديم استطعنا اليوم تحقيقه، فعندما نزحنا من سوريا شعرنا بأننا نترك خلفنا عادات وتقاليد وبيئة لن يتسنى لنا تحقيقها بعد الهجرة، لكننا اليوم أعدنا خلق بيئتنا العربية وطقوسنا الرمضانية بشكل كامل هنا".

وأوضح خالد، في حديثه لـ"إرم نيوز"، عن شهر رمضان المبارك، "نحيي هنا كل طقوس شهر رمضان الكريم، والشارع العربي لا يزدحم إلا بعد الإفطار، في حين نقضي وقت الصيام بتحضير المواد والمأكولات وبيع زبائن الشارع الأجانب وغير المسلمين".

ويقع الشارع العربي "زونن أليه/Sonnenallee" في حي نيوكولن بالعاصمة برلين، ويمتد على حوالي 2 كيلومتر، وتزدحم في الشارع المطاعم والمقاهي العربية ومراكز تسوق المنتجات التركية والعربية بشكل جعله أكبر تجمع للتجارة العربية في أوروبا.

في حين تقوم معظم المطاعم ومطابخ الحلويات العربية في ذلك الشارع بتحضير أطباق شهر رمضان مثل "المعروك" و"الناعم" و"القطايف".

بدوره، قال أبو محمد، البالغ من العمر 53 عامًا، وهو سوري صاحب محل حلويات في الشارع العربي: "في شهر رمضان تضاف الحلويات الرمضانية إلى مطبخنا لأنها تشهد إقبالاً كبيراً من العرب والأتراك، ونقوم بإعدادها بجودة تتفوق فيها على تلك التي كنا نقوم بإعدادها في سورية بسبب جودة المواد هنا".

وأشار أبو محمد، في حديثه لـ"إرم نيوز"، حول فترة الأعياد: "بدأت طلبيات العيد ترد إلينا منذ بداية العشر الأواخر من رمضان (الأيام العشرة من شهر رمضان)، وهي طلبيات المعمول والسمبوسك والغريبة والكنافة، وهذا العيد سنقوم للمرة الأولى بتحضير الكلاج، وهي حلوى مشهورة في لبنان وسوريا".