قصف مدفعي إسرائيلي في محيط محور نتساريم وسط قطاع غزة

logo
منوعات

"العطاء".. فوائد جمة على الروح والجسد

"العطاء".. فوائد جمة على الروح والجسد
24 مايو 2022، 4:33 م

تقول دراسات في علم النفس، إن أحد أسرار النجاح هي أن يكون المرء في خدمة الآخرين، لما لذلك من فوائد جمة على الروح والجسد.

وكان عالم النفس والكاتب الأمريكي آدم غرانت، أجرى دراسة على الأشخاص الناجحين في مختلف جوانب الحياة، بهدف "معرفة ما إذا كان أكثر الناس نجاحًا هم أولئك الذين استفادوا من مساعدة الآخرين كما يُعتقد غالبًا".

كما أراد أيضًا معرفة "ما إذا كانت شركة من الشركات تعمل بشكل أفضل عندما يكون لديها موظفون يساعدون بعضهم البعض".

واكتشف العالم الأمريكي، وجود 3 أنواع من الناس في هذا المجال صنفهم على النحو التالي: "المانحون، أشخاص يحبون مساعدة الآخرين (25٪)، المنصفون، الذين يطبقون المعاملة بالمثل، أنت تساعدني، أنا أساعدك (56٪)، المُتلقون الذين يأخذون كل ما في وسعهم دون مساعدة الآخرين (19٪)"، حسبما أفاد موقع "الكلمات الإيجابية" الفرنسي.

وقال إن "المانحين هم مِن بين أولئك الذين حققوا أكبر النجاحات، ولكنهم أيضًا من أسوأ حالات الفشل في المؤسسة".

وأضاف: "إذا كان هناك المزيد من المانحين والمنصفين، فإن المانحين ينجحون إلى حد كبير في حياتهم المرتبطة برواتبهم، ولكن إذا كان هناك المزيد من المتلقين فإن المانحين معرّضون للإرهاق والفشل بسبب المساعدة والعطاء دون مقابل".

وتابع: "قد تعتقد أنه من الأفضل أن تكون متلقيًا في هذه الحالة".

لكنّ بحث البروفيسور آدم غرانت، أظهر أنه "كلما تم تطوير المزيد من التعاون والتبادل والمساعدة المتبادلة، زاد عدد المانحين في الشركة، وزادت احتمالية نجاح هذه المؤسسة".

"كما أن المتلقين معرَّضون أيضًا إلى التهميش في المؤسسة التي يوجد بها المزيد من المنصفين".

وبالتالي نصح غرانت، المانحين "بوضع حدود حتى لا يتم استغلالهم من خلال قضاء كل وقتهم في مساعدة الآخرين، مما سيكون له تأثير سلبي على إنتاجيتهم".

كما نصح الشركات بإعطاء الأولوية في توظيف المانحين، والحد من المتلقين.

وأشار إلى أن "الآثار السلبية للمتلقي أكبر بكثير من الآثار الإيجابية لمانح في مؤسسة، فحتى خارج نطاق المؤسسات، سيكون العالم أفضل إذا تصرف الناس كمانحين أكثر من آخذين (متلقين)".

وتابع أن "آفات مثل الفقر، والاحترار العالمي، والجرائم من جميع الأنواع، يمكن الحد منها أو حتى القضاء عليها مع وجود مزيد من المانحين في العالم، يمكننا جميعًا، بإنصاف، أن نتطلع إلى حياة جيدة. لكن أن نكون أشخاصًا نملك حسّ الخدمة لن يساعدنا فقط على النجاح في الحياة أو تحسين العالم، بل إنه يفيدنا من نواحٍ عديدة".

ماذا لو كانت صحتك تعتمد على مساعدة الآخرين؟

من البديهي أن المساعدة تفيد أولئك الذين يتلقونها، لكن الدراسات الجديدة تظهر أن "الذين يتبرعون يتلقون أيضًا فوائد عملهم الخيري".

وبحسب العالم الأمريكي، فإن للعطاء العديد من الفوائد الصحية، منها: "انخفاض ضغط الدم، وزيادة احترام الذات، وانخفاض الاكتئاب، وانخفاض مستوى التوتر، ومتوسط عمر أطول، وشعور أكبر بالسعادة".

ولا تقتصر الفوائد فقط على فعل التبرع، ولكن على مساعدة شخص من الأشخاص بشكل عام.

وأظهرت الدراسات أن "طلاب الجامعات الذين يؤدون 5 أعمال طيبة في اليوم يتمتعون بقدر أكبر من السعادة، كما أن كبار السن الذين قدموا الدعم العاطفي للآخرين شعروا بقدر أقل من آثار التوتر السلبية، يبدو الأمر كما لو أن البشر مصمَمون أصلًا لمساعدة الآخرين".

كما أفادت الدكتورة سوزان ريتشاردز، أن "التطوع مرتبط بانخفاض ضغط الدم، وزيادة السعادة ومتوسط العمر المتوقع، هذه النتائج مدهشة للغاية".

وقالت: "لا تساعدنا مساعدة الآخرين على النجاح في الحياة فحسب، بل تساعدنا أيضًا في تغيير نوعية حياتنا بشكل إيجابي، ونميل إلى الاعتقاد بأننا عندما نعطي نفقد شيئًا ما ولكن التداعيات على صحتنا أكبر بكثير".

العطاء طريق للنهوض الروحي

وفي كتابه الأكثر مبيعًا "القوة غير المحدودة" يروي توني روبنز، درسًا علّمه إياه معلّمه الأول مع مثال "مسّاح أحذية".

وقال روبنز: "رجل يمسح ويلمّع حذاءك في الشارع وهو يفرك الحذاء يُصدر هسهسة (صوت خفيف) فيلمعُ حِذاؤك".

وأضاف: "عمله والطريقة التي يقوم بها يضيفان قيمة لحياتك، أيضًا، عندما تضع يدك في جيبك لإخراج بعض النقود وتتساءل إذا كنت ستعطيه قرشًا واحدًا أو قرشين فلا تتردد واختر دائمًا أعلى رقم، أنت لا تفعل ذلك من أجله فحسب، بل من أجل نفسك أيضًا".

ويتابع: "إذا أعطيته فقط قرشًا واحدًا ففي كل مرة تنظر فيها إلى حذائك في ذلك اليوم ستقول لنفسك: كيف وسعني أن أكون تافهًا إلى هذا الحد؟ لكن إذا أعطيته قرشين ستحصل على فكرة أخرى عن نفسك، فكرة أفضل".

ووفق الموقع فإن هذا المثال "يوضح جيدًا قوة الأعمال الصالحة على هُويتنا العقلية، إننا نحكم على أنفسنا من خلال الإجراءات التي نتخذها".

ورأى أن "فِعل الخير يعطينا صورة جيدة عن أنفسنا، فنرى أنفسنا كشخص طيب، وهذا يعزز تقديرنا لذاتنا، هذا هو السبب في أن الأعمال الخيرية لها تأثير إيجابي على الأشخاص المصابين بالاكتئاب".

وأردف: "عندما تكون لديك صورة أفضل عن نفسك ستكتسب الثقة بالنفس، وتجرؤ على القيام بأشياء عظيمة".

وكما هو مبيّن في مثال مُلمِّع الأحذية فحتى مجرد مكالمة هاتفية مع صديق عمل مستحب، حاول الاتصال بشخص واحد يوميًا، وإن كان هذا ليس بالأمر السهل لأنك معتاد على إرسال الرسائل النصية، خاصة إذا كنت شخصًا انطوائيًا إلى حد ما.

ولكن مع مرور الوقت والعمل ستحقق تحسنًا في أي مجال، وستتطور الصورة التي تملكها عن نفسك، وستكون أكثر راحة في الاتصال بالناس، حاول أيضًا أن تعطي كلما سنحت لك الفرصة.

وبحسب تقرير الموقع، "فكل هذه الأعمال الخيرية تُخبر العقل الباطن أننا نرى عالمنا كعالم من الوفرة. لن نرى الهبة كخسارة ولكن كاستثمار سيعود إلينا عاجلًا أو آجلًا في شكل من الأشكال، ولكن دائمًا بأفضل الطرق الممكنة".

وختم: "هذا يساعدنا على النمو روحيًا، وعلى الخروج من حالة التركيز على الذات (الأنانية) إلى الإيثار".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات