التنبؤ بأمراض الصحة العقلية بات ممكنا

قالت دراسة مشتركة حديثة إن السمات الفريدة للدماغ يمكن أن تساعد في التنبؤ بمخاطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية في وقت لاحق من الحياة.

وأجرى الدراسة معهد طومسون بجامعة "صن شاين كوست" (USC) في أستراليا، ومعهد جورجيا للتكنولوجيا، وجامعة إيموري، وجامعة ولاية جورجيا، في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوردت الدراسة، التي نشرها موقع "ساينس دايركت"، أن الجهود الجبارة التي بذلها الأطباء والباحثون لعقود لم تحسم سبب إصابة بعض الأشخاص باضطرابات نفسية دون البعض الآخر، مشيرة إلى أن "التغيرات الطارئة في الدماغ هي على الأرجح أفضل دليل لمؤشر الصحة العقلية المستقبلية".

وأولت الدراسة أدمغة المراهقين عناية خاصة؛ لأن تغيراتها سريعة وديناميكية وتسهم في "نحت" تفرد الشخص البالغ، أو ما يسمى علميا بـ "بصمة الدماغ"، حيث يتميز كل إنسان بشبكة إشارات عصبية متفردة عن غيره في هذه المرحلة.

علاوة على ذلك، فإن معظم الاضطرابات النفسية تظهر خلال فترة المراهقة، حيث يحدث أكثر من نصفها في سن 14 عامًا، وثلاثة أرباعها بحلول سن 25 عامًا، ما يعني أن الكشف عن خارطة بصمة الدماغ الخاصة بمراهق ما يمكن أن يكون دليلا للتنبؤ باحتمالات إصابته بأمراض الصحة العقلية مستقبلا.

وفي هذا الإطار، تتبع الباحثون حالة 125 مراهقا عبر إخضاع أدمغتهم لأكثر من 500 فحص، وتصويرها بالرنين المغناطيسي على مدى 5 سنوات متتالية، ورصد ما طرأ عليها من تغير، وارتباطه بالحالة النفسية لكل منهم.

وأشارت ورقة الدراسة إلى أن تصوير الأدمغة جرى كل 4 أشهر، مع تسجيل التقييمات النفسية والمعرفية الطارئة على حالة كل مراهق.

وبتتبع إشارات الشبكة العصبية الوظيفية لكل منهم اكتشف الباحثون مدى ارتباط هذه الإشارات الفريدة بشكل وثيق مع حالة "الضيق النفسي" التي أبلغوا عنها في وقت تصوير أدمغتهم.

وبذلك يمكن التنبؤ بالأعراض التي يمكن أن يسببها القلق والاكتئاب مثلا على الصحة العقلية للإنسان، حال معرفة "بصمة دماغه" سابقا، بحسب الدراسة.

وأشار الباحثون إلى أنهم أجروا اختبارهم أيضا على أطفال بعمر 12 عامًا، لكنهم وجدوا أن إشارات الشبكات العصبية لديهم متشابهة ولا يمكن أن تعبر عن تفرد يقدم إجابة على تساؤلات مستقبل الصحة العقلية لكل منهم، ما يعني أن المراهقة هي مرحلة تحديد بصمة الدماغ لدى الإنسان.