بعد ضجة واسعة.. الثقافة العراقية ترد على منتقدي تأهيل نصب الحرية

ردت وزارة الثقافة العراقية، اليوم الجمعة، على الانتقادات بشأن أعمال تأهيل نصب الحرية الشهير، وسط العاصمة بغداد.

وتركزت الانتقادات، على لون النُصب، الذي تحول إلى الأصفر، بدلًا من الأبيض، الذي عُرف به، فيما قال نشطاء إن المرمر المستخدم هو إيراني الصنع.

وقالت الوزارة في بيان إنه "تمت إعادة إكساء النصب بالحجر( Travertine ) الترفرتين، تركي المنشأ، وهو بنفس نوعية وأبعاد وأحجام الحجر السابق، ولم يكن هناك أيّ تغيير للمواصفات الفنية، وكان التحدي الأكبر إجراء الصيانة دون المساس بالمنحوتات أو إنزالها، وتمت العملية بنجاح كبير".

وأضافت أن "هناك من يعترض على لون الحجر، ونود الإشارة إلى أن الحجر تم استيراده مباشرة من المصدر، لكن عملية التقطيع والمعالجة تمر بعدد من المراحل بعضها يتم فيه استعمال الماء والسوائل، ولكونه مادة مسامية لذلك يبدأ الحجر بفقدان هذه السوائل بشكل تدريجي ويبدأ تغيّر اللون من الداكن إلى الفاتح بشكل تدريجي"، مشيرة إلى أن "مقارنته، ودرجة تطابقه بحجر تعرض للعوامل الجوية لمدة أكثر من 60 عامًا، أمر لا يمتّ للمنطق بصلة".

كما ردت الوزارة على الأحاديث بشأن تخصص الفريق الفني المشرف على الموقع، لافتة إلى أن "الفريق برئاسة أستاذ معماري تدريسي في إحدى جامعات بريطانيا، وعضوية دكتور معماري متخرّج في إحدى الجامعات الأمريكية، وهو رئيس القسم المعماري في أهم جامعة عراقية، ودكتور معماري متخرّج في إحدى الجامعات البريطانية، متخصص بالحفاظ على التراث العراقي، ومهندس معماري من أفضل المهندسين في بغداد وآخرين هم من خيرة كفاءاتنا".

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بشأن التغيير الحاصل في النُصب، وسط مطالبات بإعادته إلى ما كان عليه.

وقال الكاتب والروائي أحمد سعداوي، عبر "فيسبوك": "بعد أن تنتهي هذه الفترة المضطربة، هل ستنتهي حقًا؟! سيصحح المشرفون على المرافق والمنشآت الفنية كل الأخطاء المرتكبة حاليًا، ومنها تبديل رخام الإفريز ولونه الأصلي في نصب التحرير".

وأضاف أن "كل الجهود المبذولة مشكورة، وليس من العدالة تجاهلها، ولكن ما جدوى هذه الاجتهادات غير النافعة الآن؟ وكأن أصحابها يريدون تسجيل أسمائهم مع الفنانين الأصليين ليس إلا".

ويتكوّن النصب العراقي الشهير، من 14 قطعة، تدمج تاريخ العراق القديم بالحديث، وترمز للقوة والإرادة والتحرّر، وهو من تصميم النحات الشهير الراحل جواد سليم.

وتحول النصب إلى رمز عراقي للتحرير، حيث تشهد الساحة المحيطة به، بشكل دائم، تظاهرات تندد بالفساد وسوء الإدارة، وتطالب بإصلاح الأوضاع السياسية، كما حصل العام 2019.