حماس: رئيس الشاباك كشف عن مساعي نتنياهو لإفشال أي اتفاق ثم تعطيله بعد التوصل إليه
رحل اليوم الخميس الشاعر اللبناني شوقي أبي شقرا عن عمر ناهز 89 بعد رحلة مديدة من الإبداع اعتلى فيها مقعد الريادة في الشعر السيريالي ونحت قاموسه اللغوي الخاص بعبارات مختلفة وتراكيب فريدة مثيرة للدهشة وصور مبتكرة، بارعة المجاز.
ويعدّ الراحل أحد أبرز مؤسسي مجلة "شعر" التي أطلقت جيل الرواد في الشعر العربي عبر النصف الثاني من القرن العشرين مثل أدونيس، محمد الماغوط، يوسف الخال، أنسي الحاج.
وجاءت كتاباته الشعرية الأولى بالفرنسية ثم اتجه إلى كتابة القصيدة العمودية الكلاسيكية بالعربية في ديوانيه "أكياس الفقراء" 1959، "خطوات الملك"، 1960، قبل أن ينتقل إلى شعر التفعيلة في ديوانه الثالث "ماء إلى حصان العائلة" 1962، ثم يستقر أخيرا على قصيدة النثر كقالب فني لأعماله.
وكانت عناوين الدواوين لديه شديدة التميز وتجعل القارىء يكاد يتعرف على صاحبها دون أن يقرأ اسمه على الغلاف كما في "يتبع الساحر ويكسر السنابل ركضًا" 1979، "حيرتي جالسة تفاحة على الطاولة" 1983، "صلاة الاشتياق على سرير الوحدة" 1995، "سائق الأمس ينزل من العربة"، 2000، " أنت والأنملة تداعبان خصورهن"، 2023.
وقالت الناقدة سوسن الأبطح عن ديوانه "عندنا الأغنية وجارنا المطرب الصدى" الصادر عن "دار نلسن" في بيروت، إنه "مفاجئ لأن صاحبه وهو في السادسة والثمانين، لا يزال يكتب بالروح الطفولية نفسها التي اعتدناها، مسكوناً بالغريب، مفتوناً بالمدهش".
وأضافت "لربما لا يرى الأمر كذلك، لكنك معه، في ديوانه هذا، تسأل، كيف له أن يستمر في لعبته الشعرية المحيّرة، كأنما هو يلهو عنّا وعن أتراحنا في مكان آخر، تأخذه اللغة وتشغله الصور التي لا تنتمي إلى رومانسيات الشعر، أو محرماته في كثير من الأحيان".
ونعى اتحاد الكتّاب اللبنانيين عضو هيئته العامة، رمز الجيل الأول في الاتحاد، الشاعر والمترجم شوقي مجيد أبي شقرا (1935-2024)، وجاء في بيان النعي: "ها هو اليوم، ينزل من عربته سائقُ الأمس الذي ملأ جرار عمره من ماء الشعر والترجمة والتراث واللغة. شوقي أبي شقرا شاعر الجغرافيا اللبنانية، الإنسان الذي أخذه جمال الجبل اللبناني إلى ما وراء اللغة، شعراً ونثراً وتأملاتٍ أغنى فيها الأدب اللبناني منذ ستة عقودٍ من الزمن".
وأضاف البيان "رائداً كان، نتذكّره من الرواد في مجلة شعر، من الرواد في قصيدة النثر، ومن الرواد في الترجمة، ومن الرواد في الصفحات الثقافية في الجرائد اللبنانية، ونعني جريدة النهار التي ترأس الراحل صفحتها الثقافية، منذ الانطلاقة، ولأكثر من خمسةٍ وثلاثين عاماً".
ونعى عدد من الشعراء والنقاد العرب "أبي شقرا" عبر صفحاتهم على منصات التواصل ومنهم اللبناني جوزيف العيساوي الذي قال:" انطفأ شوقي أبي شقرا كطفل في فم السماء، ذهبَ إلى حيث السطور وأشواك الوقت وحيث المدى يطوي القصيدة بالبرق، واللغة تخشع لأصابعه النحيلة".