نتنياهو: أقدر عاليا التدخل الأمريكي ضد الحوثيين وواشنطن لا تدخر جهدا في الرد عليهم بشدة
يستعد مقهى الشابندر القديم في شارع المتنبي في بغداد، لافتتاح أبوابه مجدداً يوم غدٍ الثلاثاء، بعد إغلاق مؤقت، محافظاً على مكانته وقدرته على الصمود في وجه سلاسل المقاهي المعاصرة التي تنتشر في العاصمة العراقية.
وحتى مع رحيل صاحبه، محمد الخشالي، عن عمر تجاوز 90 عاماً، أمس الأول السبت، وإغلاق المقهى المؤقت للتشييع والحداد، ظلَّ المكان الشهير حاضراً في صدارة اهتمامات الصحافة المحلية وتدوينات العراقيين.
فبينما نعت نخب سياسية وثقافية عراقية، الراحل الخشالي، اختار كثير من العراقيين استرجاع ذكرياتهم في المكان الذي تجاوز عمره مئة عام، ويحرص زواره الكثر من أبناء بغداد على توثيق زياراتهم له.
واكتسب المقهى مكانته في نفوس السكان من خلال مجموعة أحداث وعناصر تاريخية ومعاصرة، جعلت منه وجهة مفضلة للزيارة لمن يرغبون في قضاء يوم غير تقليدي في مدينة بغداد.
فقد حافظ الراحل الخشالي، على تصميم المقهى القديم الذي افتتح أبوابه 1917، حيث المقاعد والطاولات الخشبية بتصميمها القديم، بينما تزين صور شخصيات سياسية وثقافية وأدبية جدرانه، لتبدو أشبه بسرد دائم لتاريخ بغداد والعراق.
ورغم موقع المقهى المميز من الناحية التجارية في شارع المتنبي المزدحم، فقد اختار مالكه، تركه مقهى تراثياً قديماً يستقبل الزبائن بأجور متواضعة مقارنة بأجور المقاهي المعاصرة في بغداد، بدلاً من تحويل المكان برمته لمطعم أو أي مشروع تجاري آخر.
وأضفى حادث وقع عام 2007، مزيداً من الخصوصية على المقهى، فقد استهدفه تفجير مروع في خضم اضطرابات أمنية وأحداث عنف عاشتها بغداد في تلك الفترة، ما تسبب بوفاة أربعة من أبناء صاحب المقهى وحفيده، ودمار المقهى بشكل شبه كامل.
لكن صاحب "الشابندر" الذي ينتمي لعائلة عراقية عريقة، أعاد ترميم المقهى، وأبقى أولاده وحفيده الراحلين، برفقته في المقهى عبر تعليق صورهم على جدرانه بين صور شخصيات عراقية كثيرة تمثل مراحل مختلفة من تاريخ العراق السياسي والثقافي والأدبي.
وتظل الشخصيات والأحداث التاريخية التي شهدها المقهى، أحد أكثر ما يميز المكان، فالزوار الجدد بالغالب منشغلون بالأسئلة عن هوية ومناصب ودور الشخصيات التي عُلقت صورها على الجدران.
بينما يخوض زبائنه الدائمون، وكثير منهم كتاب وأدباء وصحفيون وفنانون، في نقاشاتهم الثقافية، حيث يبدو المكان أشبه بمنتدى فكري وسياسي وأدبي بدأت أولى جلساته قبل عقود وتستمر حتى اليوم.
بينما يبدو المقهى محطة أساسية لزوار بغداد القادمين من الخارج، إذ يعد شارع المتنبي مقصداً لهم كما لو كانوا قادمين بدعوة شخصية من الشاعر الشهير، لتنتهي أوقات الوقوف الطويل خلال قراءة عناوين الكتب التي تبيعها المتاجر على جانبي الشارع باستراحة في مقهى الشابندر.