البيت الأبيض: ترامب منفتح على اتفاق مع الصين
جوهرة معمارية تعانق الماء لتذهل الناظرين بجمالها الأخاذ وتصميمها الاستنثائي بموقع قلّ أن يوجد له نظير، حيث تعانق الماء وتستقبل المصلين بعد أن يحطوا الرحال من سفرهم البعيد ويهبطوا من سفنهم ليعيشوا لحظات روحانية من السكينة والهدوء.
ويحمل مسجد مضيق ملقا، تُنطق كذلك ملاكا، بماليزيا كل هذه المعاني، إذ تم تشييده فوق مياه البحر ضمن حدود بحيرة صناعية، ليعانق الماء في مشهد خلاب زادت من روعته جماليات التصميم وتناغم الألوان حتى بدا المبنى كأنه لوحة بديعة ذات طابع أسطوري.
وافتُتح المسجد رسميا في 24 نوفمبر 2006، فقد روعي في بنائه ألا يطغى جمال المعمار على الطابع العملي، فجاء المبنى شديد الاتساع، كما هو بالغ الفخامة، ويتسع لنحو 15 ألف مصلٍ.
يجمع المسجد في تصميمه بين العديد من الطرز المعمارية المختلفة، لا سيما الأسلوبين الصيني والهندي، مع استفادة كبيرة من مفردات العمارة العربية الإسلامية، على نحو يزيد كثيرا من أهمية المبنى من الناحية الحضارية.
واللافت أن تلك الطرز المختلفة والمتباينة، فنيا وثقافيا، تتناغم هنا بلا تنافر لتصنع معا معزوفة معمارية فريدة تمتزج فيها روائع الشكل بعمق المضمون، مع رمزية الماء الذي يحظى بمكانة خاصة في الأديان السماوية.
ويتميز المسجد بقبته الذهبية التي تتألق تحت ضوء الشمس، لا سيما وقت الغروب، فتصنع حالة خاصة من رهافة العواطف الدينية، فضلا عن الزجاج الملون الذي يتخذ شكل القوس عند المدخل الرئيس.
ويعد مضيق ملقا واحدا من أهم الممرات المائية في العالم، إذ يعبره سنويا أكثر من 50 ألف سفينة ويصل بين 4 بلدان صناعية كبرى، ذات كثافة سكانية، هي الصين والهند وإندونيسيا واليابان، بطول يبلغ 800 كيلومتر.