غارة إسرائيلية استهدفت ألواح الطاقة البديلة بمستشفى الدرة للأطفال في غزة
لا تتوقف أهمية هذا المسجد على مكانته التاريخية الأثرية كتحفة معمارية شُيدت منذ نحو 170 عاما على شاطئ البحر المتوسط بمدينة الإسكندرية، وإنما تنبع كذلك من مكانة الشخص الذي يحمل اسمه وهو الإمام البوصيري صاحب أشهر المدائح النبوية في الشعر العربي.
ينحدر شرف الدين محمد بن سعيد الصنهاجي، الشهير بـ"البوصيري" نسبة إلى مسقط رأسه في قرية "بوصير"، من قبائل "صنهاجة" بالمغرب والذين نزح بعضهم إلى صعيد مصر وتحديدا فيما بين الفيوم وبني سويف، حيث ولد البوصيري عام 1213 ميلاديا ونبغ في علوم الشريعة وصار شاعرا وصوفيا يشار إليه بالبنان.
وتروي المصادر التاريخية أنه أصيب بالشلل النصفي وتاقت نفسه إلى شفاعة النبي محمد ليبرأ من مرضه، فأخذ في كتابة قصيدة في مديحه ثم غلبه النوم، ليرى الرسول في المنام يلقي عليه "بردته" كعلامة رضا، ثم يستيقظ من النوم فيكمل القصيدة ويسميها "البردة".
وتبدأ القصيدة بالبيت الشهير: مولاي صلّ وسلّم دائما أبدا / على حبيبك خير الخلق كلهمِ
وحذا شعراء كثيرون حذوه في تلك القصيدة ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي الذي يستهل قصيدته قائلا: ريمُ على القاع بين البان والعلمِ / أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرمِ
وتوفي البوصيري عام 1295 بمدينة الإسكندرية حيث تحولت الخلوة التي كان يقيم بها إلى ما يشبه ضريحا دُفن فيه ثم تطور الضريح لاحقا إلى زاوية للصلاة.
وقرر حاكم مصر محمد سعيد باشا عام 1853 بناء مسجد فخم، موضع الزاوية، ليحمل اسم الإمام، ثم يشهد المسجد لاحقا عملية واسعة من التطوير في عهد الخديوي توفيق ليصل إلى شكله الحالي من الإبداع والتفرد عام 1889.
ويتميز المسجد ببهو مكشوف من الرخام وحوض مائي من المرمر وطراز معماري يجمع بين النمط الأوروبي في أسقف ونوافذ الكنائس الشهيرة وبين أصالة التصميم الإسلامي بدرجاته المتنوعة عبر التاريخ.