البنتاغون: وزير الدفاع الأمريكي يأمر بإرسال عتاد جوي لتعزيز الوضع العسكري بالشرق الأوسط
وسط بوابة تاريخية شيّدت قبل أكثر من 800 عام، وبين مستودعات صناعية ضخمة وطريق سريع، استمع طلاب الهندسة المعمارية إلى أستاذ ثمانيني يروي قصة بناء الخلفاء العباسيين للسور لحماية المدينة من المغول.
وفي العاصمة العراقية، التي شهدت لسنوات طويلة انفجارات وهجمات شبه يومية، لم تكن المحافظة على التراث من أولويات الدولة.
ومع ذلك، ومع عودة الحياة الطبيعية إلى العاصمة التي يسكنها أكثر من تسعة ملايين شخص، يتزايد الاهتمام بالمحافظة على التراث.
وفي جولة نظمها "نادي المعماريين الشباب"، شارك حوالي ثلاثين طالباً ومصوّراً، حيث أكد الطالب عبد الله عماد، 23 عاماً، أحد منظمي الجولة، أن الهدف هو "إظهار القيمة والهوية التي تتمتع بها العمارة الإسلامية في بغداد".
وبحسب وكالة "فرانس برس"، شملت الجولة أبرز المعالم مثل القصر العباسي على ضفاف نهر دجلة، الذي يضم باحة واسعة وأروقة مزخرفة، بالإضافة إلى مسجد مرجان والباب الوسطاني، البوابة التاريخية التي شيدت في القرن الثاني عشر.
وتحدث الأستاذ موفق الطائي، 83 عاماً، عن تاريخ بناء السور، موضحاً أن العملية استغرقت 130 عاماً وتولى مسؤوليتها عدة خلفاء.
وأشار إلى أن الحروب أثرت سلباً على وعي الناس حول التراث، ولكن الحفاظ عليه يعزز الهوية الوطنية ويجذب السياحة.
ومنذ عام، ينظم "نادي المعماريين الشباب" ندوات وجولات في شوارع بغداد. وأكد عماد أن الاهتمام بهذه المسائل يتزايد، حيث بدأت بغداد تستقر بعد سنوات من الأزمات الأمنية.
وعبرت المهندسة المعمارية فاطمة المقداد، 28 عاماً، عن تفاؤلها بشأن اهتمام الشباب بالتراث، مشيرة إلى أهمية نشر الوعي حول مواقع العراق التاريخية.
في وسط بغداد، يوجد نحو 2400 مبنى تراثي، ولكن 15% من هذه المباني قد تعرضت للتدمير أو التغيير.
وتساهم أمانة بغداد في ترميم الشوارع التاريخية بمشاركة رابطة المصارف الخاصة العراقية.
يقول المهندس محمد الصوفي، 39 عاماً، الذي يشرف على ترميم شارع السراي: "القيمة الجمالية للمباني فريدة من نوعها".
والجدير بالذكر، تتطلع الحكومة إلى إعادة إحياء وسط بغداد التاريخي، الذي أصبح حالياً مركزاً للأنشطة الصناعية، مع وعود بتحويله إلى أماكن ثقافية وتجارية.