الاتحاد الأوروبي: "الانسحاب غير المشروط" لروسيا من أوكرانيا شرط لتعديل العقوبات

logo
منوعات

"المسكوف".. الخيار الأول على موائد إفطار العراقيين

"المسكوف".. الخيار الأول على موائد إفطار العراقيين
المسكوف العراقيالمصدر: متداولة
13 مارس 2025، 2:20 م

تحوّل ملحوظ شهدته الموائد العراقية في اختيارات الأطعمة، حيث تصدر طبق "المسكوف" قائمة الأطباق المفضلة للإفطار، متجاوزًا الأطباق التقليدية التي كانت تحظى بالأولوية في رمضان.

ويأتي هذا التوجه في ظل المخاوف المتزايدة من استهلاك اللحوم الحمراء بسبب تفشي مرض الحمى القلاعية، الذي أدى إلى نفوق مئات المواشي في مختلف المحافظات العراقية.

ويُعتبر "المسكوف" من أشهر الأطباق التقليدية في العراق، ويعود تاريخه إلى آلاف السنين.

أخبار ذات علاقة

العراق.. تسجيل عشرات الإصابات بالحمى النزفية

 وتشيع هذه الطريقة بشكل واسع في المحافظات العراقية المطلة على نهري دجلة والفرات، نظراً لتوافر الأسماك بكثرة، إلى جانب انتشارها في المناطق التي تضم أحواضًا سمكية مخصصة لتربية الأسماك لأغراض تجارية.

غلاء الأسعار

أبو علي، أحد سكان العاصمة بغداد (60 عاماً) قال إن "ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والمخاوف من الأمراض دفعتني إلى البحث عن بدائل أكثر أمانًا لإفطار العائلة خلال شهر رمضان، مشيرًا إلى أن "المسكوف أصبح الخيار الأمثل، فهو متوفر في الأسواق وطعمه لذيذ ولا يحمل مخاطر اللحوم الحمراء".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الأسعار ارتفعت قليلًا، لكنها ما زالت أقل من أسعار اللحوم الحمراء، وهذا ما يجعل الكثيرين يفضلونه خلال هذا الشهر".

ويُحضَّر السمك المشوي لدى العراقيين بطريقة تقليدية تبدأ بقتله بضربة سريعة على رأسه باستخدام مطرقة خشبية، ثم يُنظَّف من أحشائه ويُرش الملح على سطحه الخارجي.

 

بعد ذلك، يُثبَّت على شبكة حديدية قبل أن يُوضع أمام اللهب ليُشوى ببطء حتى ينضج، وفي حال احتواء سمك الشبوط على بيض، يتم استخراجه وقليه مع خليط من الطماطم والبصل، ليُقدَّم لاحقًا كطبق جانبي يُرافق وجبة "المسكوف".

ويُقدَّم "المسكوف" مع الخبز العراقي التقليدي ومجموعة من السلطات والمخللات، ما يجعله وجبة متكاملة ومحببة لدى العراقيين.

وفي الأسابيع الأخيرة، تفشى مرض الحمى القلاعية في عدة مناطق عراقية، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية.

وبحسب وزارة الزراعة العراقية، فقد تم تسجيل 654 حالة نفوق في إحصائية أولية، مع التركيز على الحيوانات غير الملقحة والمواليد الصغيرة.

تأكيدات وقلق

وأثار هذا الوضع قلق المستهلكين بشأن سلامة اللحوم الحمراء، على الرغم من تأكيدات الجهات المختصة بأن المرض لا ينتقل إلى الإنسان عبر استهلاك اللحوم أو منتجات الألبان.

لكن مع تراجع الإقبال على اللحوم الحمراء، شهدت أسعار الأسماك ارتفاعًا ملحوظًا بسبب زيادة الطلب عليها كبديل آمن.

من جهته، أوضح المواطن أحمد فاضل (33) عامًا، وهو من سكان البصرة، أن عادة تناول الأسماك المشوية كانت جزءًا من تقاليد عائلته، لكنها أصبحت اليوم ضرورة في ظل أزمة الحمى القلاعية، قائلاً إن "المسكوف كان دائمًا حاضراً في بيتنا، لكن هذه السنة أصبح أكثر طلبًا بسبب القلق من اللحوم".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الأسواق شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على الأسماك، خاصة في الأيام الأولى من رمضان".

وفي بعض الأسواق، ارتفع متوسط سعر الكيلوغرام من السمك النهري إلى نحو 12 ألف دينار عراقي  (9.17 دولار)، بعد أن كان لا يتعدى 4 آلاف دينار في الأشهر السابقة.

أخبار ذات علاقة

موائد رمضان الجماعية.. أجواء الألفة تغيث فقراء اليمن (صور)

 ويعزى هذا الارتفاع أيضًا إلى عدة عوامل وإجراءات سابقة، لاتتعلق بتفشي الحمى القلاعية؛ منها شح المياه وتلوثها، وردم بعض الأحواض والبحيرات الاصطناعية الخاصة بتربية الأسماك، بالإضافة إلى منع الصيد لإتاحة الفرصة لتكاثر الأسماك ونموها.  

بدوره، أكد حسين الجابري، عضو جمعية تربية الأسماك العراقية، أن الطلب على الأسماك ازداد بشكل كبير منذ بدء الحديث عن انتشار الحمى القلاعية في العراق، موضحًا أن "المربين يواجهون ضغطًا كبيرًا لتلبية احتياجات السوق".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "السوق العراقية تعتمد بشكل كبير على الإنتاج المحلي من الأسماك، لكن ارتفاع الطلب قد يؤثر على الأسعار في الأيام المقبلة". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات