إعلام حوثي: غارات أمريكية تستهدف مواقع في جزيرة كمران قبالة الحديدة

logo
منوعات

فنون الأداء.. انتشال للكتابة أم سلاح مجنون؟

فنون الأداء.. انتشال للكتابة أم سلاح مجنون؟
مهرجان بابل لفنون الأداءالمصدر: الفيسبوك
04 نوفمبر 2024، 5:13 م

هل يمكن لقشّة فنون الأداء، إنقاذ غرقى النصوص؟ السؤال يبدو محرجاً للكتابة العربية، التي عانت كثيراً من المنبرية والعزلة، بعد أن كانت الفضاء الأرحب للتعبير عن المشاعر والأفكار.

ورغم أن تاريخ فنون الأداء، يعود إلى منتصف القرن الماضي في أمريكا وأوروبا، إلا أنها وصلت باستحياء إلى الثقافة العربية، التي تبدو مضطرة لتبنيها في هذه المرحلة، بسبب عزلة النصوص وندرة القراء وهول المجريات العاصفة بالعرب في أكثر من مكان.

وتُعرف فنون الأداء، بأنها مجموعة من الفنون التوليفية التي تستخدم حركات الجسد الإيمائية، مع الضوء والموسيقى ومؤثرات الصوت وديكور المكان وتقنيات التصوير وغيرها، وقد انتشرت في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى.

وعلى الصعيد العربي، لم تدخل فنون الأداء بشكل قوي إلى الثقافة العربية، وظلت مقتصرة على مبادرات فردية لم تساعدها ظروف المجتمع على الانتشار نظراً لغرابتها وبعدها عن العادات والتقاليد.

ويشير الشاعر العراقي مازن معموري، وهو من الرائدين في استخدام فنون الأداء مع الشعر والرسم، إلى أن هذا النوع من التعبير، ارتبط تاريخياً بالظروف الصعبة والأهوال، فكان وسيلة تعبير غرائبية عن واقع غير منطقي.

ويقول معموري لـ"إرم نيوز": "أقمنا مؤخراً مهرجاناً لفنون الأداء في مدينة بابل، شارك فيه فنانون وكتاب من مختلف الاختصاصات، حاولوا الدمج بين عدة فنون لإيصال فكرتهم الأساسية".

ويعترف معموري، بصعوبة تقبل المجتمع لهذا النوع من الفن بداية الأمر، ويربط ذلك بغرائبيته وعدم اعتياد الناس عليه، ويضيف:"هو أسلوب مبتكر في إيصال النص المكتوب بطريقة مختلفة، خاصة أن النص الشعري العربي، يعاني من قلة القراء وندرة الانتشار في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة".

وظهر الشاعر معموري خلال المهرجان، وهو يجر غصن نخلة كبير يشتعل، وقد ربطه بحبل وراح يمشي عند أطلال مدينة بابل الأثرية، أثناء قراءته للقصائد، وبالمقابل ظهر الشاعر كاظم خنجر، وهو يتدحرج على ممر خشبي، ممسكاً بكتاب يقرأ منه الشعر.

أخبار ذات علاقة

الفنون الكلاسيكية وامتحان التكنولوجيا.. الاستمرار أم الانقراض؟

واختار فنانون أساليب مختلفة للتعبير، فمصمم الرقص مؤمل حيدر، ظهر يحفر طريقاً بقدميه الحافيتين، ثم يصل ليطلب من الحاضرين كتابة كلمات على يديه. بينما شاءت التشكيلية زينا سالم، وهي تمد قطعتي قماش سوداء وبيضاء مكتوب عليهما عبارات، على الأرض، بينما صوت أغنية قديمة يصدح في المكان.

وتعددت آراء الحضور والمتابعين، بين مؤيد لاقتحام هذا المجال الجديد، ومعارض يراه لا يضيف شيئاً للفن. لكن الانتشار الإعلامي الذي حققه هذا النشاط، كان يشير إلى نجاحه في الوصول إلى الجمهور.

والفنان محمد الوصي الحاصل على الماجستير في فنون الظواهر، قال لـ"إرم نيوز": "فنون الأداء تفتح الآفاق والمخيلة، وربما تؤدي إلى إحداث تطوير في المدارس الفنية مثلما حصل في الغرب، وحرص الوصي، على اعتماد الصوت والمشهد البصري، لإيصال فكرته".

ويرى الشاعر كاظم خنجر، أن متابع اليوم لا يكتفي بقراءة الشعر، بل يفضل أن يراه بصرياً، ويضيف: "ماذا لو فكرنا بتقديم الانفعالات الشعرية على شكل سلوكيات ومشاهد وأدوات؟ لاشك سيرتفع تحريض المخيلة عند المبدع والمتابع".

وتناول الشاعر مازن معموري، تأثير فنون الأداء على الشعر بشكل خاص، وقال: "إن حال الشعر العربي اليوم، من حال العرب، يعاني الكثير من المصاعب، ونحن نقترح هنا الاستعانة بفنون الأداء، لإيصاله مع كمية كبيرة من الخيال".

ويعترف الكتاب والفنانون المؤيدون لفنون الأداء، أن هذا النوع من الفن، سلاح مجنون، من شأنه إحداث الصدمة عند المتابع المستكين للرتابة والكسل. وفي المقابل، فإن الابتكار في فنون الأداء تعني الوصول بشكل أكبر إلى الجمهور.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC