ترامب يقول إنه يعتزم التحدث إلى بوتين خلال الأيام المقبلة
تتجلى المظاهر العربية في تشاد، بشكل لافت في رمضان، حيث ينحدر كثير من سكان تلك الدولة الأفريقية من أصول عربية، لتظهر طقوس الشهر الفضيل واضحة في يوميات الصائمين.
ويشكل المسلمون أكثر من نصف عدد سكان تشاد الذي يقارب 20 مليون نسمة، فيما تعد اللغة العربية لغة رسمية في البلاد بجانب الفرنسية، لكون كثير من مواطني تشاد عربا أو ينحدرون من أصول عربية.
وتبدأ طقوس رمضان التي تستمد جذورها في تشاد من العالم العربي القريب، بتهنئة رمضان، حيث ينتشر تبادل التهاني بين السكان عند ثبوت رؤية هلال الشهر الفضيل، وبالعبارات العربية ذاتها، "رمضان كريم" و "رمضان مبارك".
ويفضل قسم كبير من مسلمي تشاد، رصد هلال رمضان بأنفسهم، بينما يكتفي آخرون بالإعلان الرسمي لموعد حلول الشهر المبارك بالاستناد لما تعلنه السعودية.
وتعد ولائم رمضان العائلية من طقوس شهر الصيام، حيث تتبادل العوائل دعوات الإفطار على نطاق واسع يشمل الأقارب والجيران، رغم مظاهر الانعزال التي تغزو العالم أجمع.
وتكون المساجد في تشاد بأوج نشاطها في رمضان، ففي ساعات النهار يكون الإقبال كبيراً على أداء الصلوات المفروضة في المسجد، وبعد الإفطار، يتوجه العدد الأكبر نحو صلاة التراويح.
كما ينشط العمل الخيري في تشاد خلال رمضان بشكل لافت، لا سيما ما يتعلق بوجبات إفطار الصائمين المحتاجين المجانية.
وتظهر طقوس رمضان في أسواق تشاد، لا سيما الشعبية منها، حيث تبيع مستلزمات وبضائع وأطعمة وحلويات يزيد استهلاكها في رمضان.
ولا تتخلف المائدة التشادية في رمضان في التميز عن موائد باقي شهور السنة، حيث تكون عامرة بالوجبات الشعبية والمعاصرة والمشروبات المتنوعة.
ويشيع الإفطار في الهواء الطلق في ساحات المنازل في بلد مثل تشاد، حيث درجات الحرارة العالية، لا سيما في الفصول المعتدلة التي يحل فيها رمضان.
ويبدأ الصائمون إفطارهم بالماء والتمر أيضاً، قبل الانتقال للعصائر الباردة والشوربات الساخنة، وبينها "ألْمِي عَطْرون" أو "ماء عطرون"، والذي يتكون من دقيق الدخن والعطرون (مادة طبيعية تصنف ضمن الأعشاب) والخرنجال (عشبة تشبه الزنجبيل)".
كما يقبل التشاديون على شراب "المديدة"، وهو شراب شائع حتى في غير رمضان لكن يكثر استعماله في الشهر الفضيل، ويتكون من الأرز والروب (اللبن أو الزبادي) والفول السوداني والسكر".
ويحضر طبق العصيدة الذي يسمى محلياً بالعيش، على مائدة رمضان، مثل العديد من الدول العربية، وبينها السودان المجاورة.
وهناك طبق "القمح" المليل، الذي يتكون من القمح والحليب، واللقيمات التي تسمى محلياً بـ"الفنقاسو".
كما يحضر اللحم المفروم والأسماك والخضروات والفاكهة والسلطة، وإن كان تواجدها يختلف من أسرة لأخرى حسب مستواها المادي.
ويتوج رمضان بطقس العبادة المكثفة في أيامه العشر الأخيرة، حيث يزيد إقبال المسلمين على المساجد بشكل لافت، بينما تنشط العبادة المنزلية لأفراد الأسرة المسلمة، من قراءة القرآن إلى الدعاء والصلوات.