سرايا القدس: قصفنا مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية
في كل عام، ومع بداية شهر رمضان المبارك، تعود رائحة "الناعم الدمشقي" لتعبق في أسواق دمشق القديمة، وتبثَّ إحساسًا بالطمئنينة المرافقة لعودة "خبز الفقراء" كما يُعرف في المدينة العريقة، إذ لا يُصنع هذا النوع من الحلويات إلا في رمضان، وهكذا غدا جزءًا لا يتجزأ من طقوس الشهر الكريم.
و"الناعم" هو نوع من العجين الرقيق يُقلى بزيت غزير حتى يصبح ذهبيًا ومقرمشًا، ثم يُرشّ عليه دبس العنب أو دبس التمر، ليُصبح حلوى خفيفة وشهية تشتهر بها شوارع دمشق في رمضان.
ويُقدَم ساخنًا مباشرة من "الغلوة إلى الكلوة" كما يقول المثل الشعبي، في أجواء تعجّ بالحياة والفرح.
طقس اجتماعي رمضاني
مشهد الباعة الذين يرصّون أقراص الناعم المقرمشة على الطاولات الخشبية قرب الأسواق التاريخية، أصبح جزءًا من الذاكرة الرمضانية لكل من عاش في دمشق. ولا يكاد يمر أحد من دون شراء قطعة أو اثنتين في أثناء التنزه بعد الإفطار.
والناعم أكلة موسمية بامتياز، بحيث لا يُصنع إلا في رمضان، وهذا ما يجعله رمزًا رمضانيًا خالصًا، ينتظره الناس من عام إلى عام.
ومع حلول العيد، تختفي هذه الحلوى من الشوارع، ليبقى طعمها عالقًا في الذاكرة حتى رمضان التالي.
وبالنسبة إلى السوريين فإن الناعم الدمشقي ليس مجرد حلوى، بل طقس يحمل في طياته عبق الشام، وروح الشهر الفضيل، والحنين إلى ليالي رمضان القديمة، حيث البساطة والفرح يجتمعان في لقمة مقرمشة مغمسة بمذاق "الدبس" الحلو.