القناة 14 العبرية: رصد إطلاق صاروخ من اليمن تجاه إسرائيل
لؤلؤة البحر الكاريبي وابنته المدللة التي تتيه على مدن العالم بطرزها المعمارية الفريدة، وتاريخها النادر في التصدي للقراصنة والغزاة والأعاصير الفتاكة.
هي أيضا عاصمة الموسيقى والتمرد الفني وحركات التجديد الإبداعي، كما أنها ملهمة الشعراء والأدباء، وموطن الحسناوات والجمال اللاتيني المبهر.
تلك هي هافانا، عاصمة كوبا ومركز الثقل في الجزيرة سياسيا واقتصاديا. توصف تقليديا بأنها مدينة تضم ثلاث مدن صغيرة ترتسم عبر قسماتها الجميلة، هي الحي القديم، وحي "فيدادو" المالي، والضواحي الحديثة.
تعد من أشهر المدن السياحية بامتداد ساحل الكاريبي، وتشتهر بمناخها الاستوائي وهطول الأمطار معظم العام، ورغم أن الأمر قد يكون كارثيا مع الأعاصير والفيضانات، إلا أن سكان المدينة احترفوا حب الحياة والتمتع بلحظاتها.
أنت هنا على موعد مع عاصمة السيجار الكوبي الفاخر، وإيقاعات الموسيقى اللاتينية التي تفاجئك في كل شارع وعند كل زاوية. زارها الكاتب الأمريكي الأشهر إرنست همنجواي (1899- 1961) فوقع في غرامها، وطاب له المقام في ظل سحرها على مدار ثلاثة عقود كتب خلالها أهم أعماله العالمية، مثل: "العجوز والبحر"، و"لمن تدق الأجراس".
بحسب موقع "Unesco-World Heritage Convention"، يعود تاريخ نشأتها إلى عام 1519 على الساحل الجنوبي لكوبا على يد المستعمرين الإسبان الذين اتخذوها نقطة انطلاق لغزو القارة الأمريكية بأكملها.
وسرعان ما أصبحت محطة توقف للسفن الإسبانية الحربية المحملة بكنوز المستعمرات الجديدة، ولا سيما الذهب، في طريق عودتها إلى دول العالم القديم.
ورغم تميز عام 1555 على مستوى الأرقام المتشابهة، إلا أنه يحمل ذكرى سيئة للمدينة التي تعرضت فيه للحرق والنهب على يد القرصان الفرنسي جاك دو سور.
هنا أخذ الإسبان في التفكير بشكل أكثر جدية في حمايتها عبر سلسلة من الحصون والقلاع المتينة، والتي لا يزال بعضها قائما حتى اليوم فيما يعرف بـ "هافانا القديمة".
وفي عام 1634 منحها ملك إسبانيا "فيليب الثاني"، وفق مرسوم ملكي، لقب "مفتاح العالم الجديد"، ونُقل مقر الحاكم الإسباني إليها.
كان قدر المدينة على الدوام أن تدفع ضريبة الحروب التي خاضتها إسبانيا مع القوى العالمية المنافسة، فاحتلتها بريطانيا على إثر حرب السنوات السبع التي خاضتها مع الإسبان في الفترة من 1762 حتى 1769.
كما خضعت لحماية الولايات المتحدة الأمريكية جراء الحرب الأمريكية- الإسبانية على إثر غرق البارجة الأميركية "ماين" في مرفأ المدينة عام 1898.
تهيمن على مبانٍ وسط المدينة بها طرز معمارية جميلة مثل "الباروكي"، و"الكلاسيكي الجديد ". تبدو الحصون والقلاع قطعة من السحر والفخامة، دون أن يعيبها شيء سوى أسمائها الطويلة المرهقة كما في قلعة "فورتاليزا سان كارلوس دو لا كابانا"، وحصن "كاستلو دي لوس رييس تريس ماجوس ديل مورو".