نتنياهو يدعو إلى "تفكيك" البنى التحتية للبرنامج النووي الإيراني
يُعد مسجد البدية، الواقع في إمارة الفجيرة، واحدًا من أبرز المعالم الأثرية والدينية في الإمارات العربية المتحدة، إذ يُعد أقدم مسجد قائم في البلاد، ويعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وفق تقديرات المؤرخين.
ويتميز المسجد بتصميمه الفريد وهندسته التقليدية التي تعكس براعة البناء في العصور القديمة، ليظل شاهدًا على تاريخ المنطقة وتراثها الإسلامي العريق، ويختلف مسجد البدية عن المساجد التقليدية في الإمارات من حيث البناء والتصميم، فقد شُيّد من الطين والحجر وجذوع النخيل، دون استخدام الأعمدة الداخلية التي عادةً ما تدعم الأسقف.
يتكون سقفه من أربع قباب صغيرة تتوسطها قبة رئيسية، ما يمنحه طابعًا معماريًا فريدًا غير شائع في مساجد الدولة. كما تبلغ مساحته نحو 53 مترًا مربعًا، ما يجعله من أصغر المساجد القديمة، إلا أن قيمته التاريخية تفوق حجمه الصغير.
يرجّح المؤرخون أن المسجد بُني في عهد الشيخ محمد بن معين، الحاكم المحلي لتلك المنطقة آنذاك، إذ خضع المسجد لاحقًا لعمليات ترميم متعددة للحفاظ على بنيته الأصلية، مع مراعاة استخدام المواد التقليدية ذاتها، ليبقى محافظًا على طابعه التراثي.
رغم مرور أكثر من خمسة قرون على تشييده، لا يزال مسجد البدية يؤدي وظيفته الأساسية كمكان للصلاة، حيث يستقبل المصلين والزوار يوميًا، ما يجعله واحدًا من المساجد القليلة عالميًا التي حافظت على دورها الديني منذ إنشائها حتى اليوم.
كما تحيط بالمسجد مواقع أثرية عدة، أبرزها بقايا أبراج مراقبة قديمة وحصون أثرية، إضافة إلى مقابر تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، ما يعكس أهمية الموقع من الناحية التاريخية.
يُعد مسجد البدية اليوم وجهة سياحية بارزة لمحبي التاريخ والتراث، إذ يجذب الزوار من داخل الإمارات وخارجها، خاصة الباحثين عن المعالم الإسلامية القديمة. ويقع المسجد ضمن قائمة التراث الثقافي في الفجيرة، ما يعزز مكانته كموقع أثري مهم ضمن المشهد الثقافي للدولة.
