عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
منوعات

مبانٍ لدفن الموتى في هونغ كونغ تعوّض نقص الأماكن في المقابر (صور)

مبانٍ لدفن الموتى في هونغ كونغ تعوّض نقص الأماكن في المقابر (صور)
27 يونيو 2023، 3:13 م

في هونغ كونغ، حيث يجد السكان صعوبة في العثور على مكان لدفن موتاهم، كان نقص الأماكن في المقابر العامة سببا لإقامة كولومباريوم خاص في أحد المباني، يُحفظ فيه رماد المتوفين، لكن هذا الحلّ بعيد من متناول عائلات كثيرة بسبب كلفته الباهظة.

وأوضح مهندس كولومباريوم شان شوم، أولريش كيرشوف (52 عاماً)، أن هذا المبنى المؤلف من 112 طبقة والذي افتُتِح في أيار/مايو الفائت، هو مبنى شقق للموتى، سيضم في نهاية المطاف 23 ألف كوّة توضع فيها الجرار الجنائزية الحاوية رماد جثث المتوفين.

وشهدت السنوات الأخيرة ازدهارا للمباني من هذا النوع في المدن الصينية الكبرى. ففي ظل نقص الأماكن في المقابر العامة، راحت السلطات المحلية تستعين تدريجيا بجهات خاصة لتخفيف الضغط على قطاع الجنازات في هونغ كونغ، حيث يزيد عمر أكثر من خمس السكان البالغ عددهم 7,3 ملايين عن 65 عاماً.



ومنذ منتصف العام 2010، بدأت مقابر المدينة تعاني نقصا شديدا في الأماكن.

واضطُرّ سكان هونغ كونغ في تلك المرحلة إلى ترك رماد جثثهم في أدراج شركات تنظيم الجنازات أو في المعابد أو في مبانٍ صناعية حُوّلت بشكل غير قانوني إلى أماكن لدفن الموتى.

أما كولومباريوم شان شوم، فمستوحى بحسب كيرشنوف من المقابر الصينية التقليدية التي غالباً ما تُقام على جانب الجبال.

وداخل المبنى، يُحفَظ رماد الموتى داخل كوّات صغيرة على طول جدران غرفه المكيفة.

وكيرشنوف الذي ينتقد مباني الكولومباريوم العامة التي تبدو أشبه بـ"مستودع"، أقام غرفة واحدة في كل طبقة بهدف توفير مساحة للتأمل تتيح لكل عائلة قدرا من الحميمية أمام موتاها.

وقال المهندس المعماري في شأن مباني الكولومباريوم العامة هذه: "كيف يمكن الحفاظ على نوعية الحياة وكرامة الناس في مكان بهذه الكثافة؟".



نقص الأماكن

بدأت أزمة أماكن الجنازات في ظل الإدارة البريطانية، أي قبل عقود من تسليم المدينة العملاقة إلى الصين، العام 1997، وفق المؤرخ تشاو تشي فونغ الذي ألّف كتاباً عن طقوس الجنازات في هونغ كونغ.

وأوضح لوكالة "فرانس برس"، أن "القوانين المتعلقة بمعاملة الجثث كانت صارمة جداً في تلك الحقبة. ولكن بمجرد حرقها كانت تتحول رماداً، لم تكن لدى الحكومة سياسة شاملة بشأن الجثث".



ولمدة طويلة، بقي سكان هونغ كونغ الصينيون الأصل يوارون جثث موتاهم، وفقا للتقاليد، إلى أن جعلت الحكومة الاستعمارية حرق الجثث تقليدا شائعا في الستينيات. أما اليوم، فيختار سكان هونغ كونغ بغالبية ساحقة حرق الجثث (95% من الوفيات السنوية).

لكن من المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات بنسبة 14 في المئة بحلول العام 2031 ليصل إلى 61100 سنويا، وفق الحكومة.

ولا يثير هذا الأمر قلق السلطات المحلية، إذ تتوقع إمكان التعامل مع هذا الواقع وأن يتوافر عدد كافٍ من المدافن؛ إذ إن 25 في المئة من أصل 425 ألف مدفن في المقابر العامة شاغرة، إلى جانب المبادرات العامة والخاصة الأخرى.



"إطلالة على المحيط"

وعلى صورة الأسعار الباهظة في سوق العقارات في هونغ كونغ، فإن تكلفة موقع في كولومباريوم خاص ليست في متناول كثيرين.

ويطلب شام سوم ما تقرب قيمته من 58 ألف دولار لمكان لشخصين، وحوالى ثلاثة ملايين دولار للخيار الأغلى ثمناً، بينما يبلغ متوسط الدخل الشهري للأسر في هونغ كونغ نحو 3900 دولار، بحسب بيانات الحكومة.



في العام الفائت، دفنت وينغ وونغ (43 عاماً) والدها في كولومباريوم تسان تسو، وهو مجمع تبلغ مساحته 4800 متر مربع، افتُتح العام 2021 في شمال غرب هونغ كونغ.

وروت أن والدها أبدى لها ذات مرة رغبته في أن تكون لمكان دفنه "إطلالة على المحيط".

واختارت وونغ مع عائلتها موقعا تديره الحكومة بسبب أسعاره المعقولة وكذلك الهندسة المعمارية للمبنى القائمة على فن فنغ شوي الصيني القديم الذي يسعى إلى توفير انسجام بين الإنسان وبيئته.

وتقول، إن "فقدان أحد الأحبّة يسبب أصلاً" قدراً كبيراً من الألم، وعدم التمكن من إيجاد مكان لوضع الرماد سيكون "عذاباً إضافيا لأفراد الأسرة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC