إعلام حوثي: الطيران الأمريكي يستهدف بغارتين شمال محافظة عمران

logo
منوعات

أسوة بحماية المستهلك.. هل من قانون لـ"حماية الذوق"؟

أسوة بحماية المستهلك.. هل من قانون لـ"حماية الذوق"؟
تعبيريةالمصدر: متداولة
27 نوفمبر 2024، 3:04 م

هل يمكن المطالبة بقانون يحمي الذوق العام من الفنون الهابطة، أسوة بقوانين حماية المستهلك من البضاعة الفاسدة؟

بعضهم يطالب بذلك فعلًا، ويقول إن أضرار القيم والخيال، لا تقل خطرًا عن أضرار الجسد، عندما يتناول غذاء منتهي الصلاحية.

لماذا تتعامل المؤسسات مع الفنون على أنها مجرد تسلية، مع أنها المسؤولة عن تكوين الشخصية والثقافة وصناعة الرأي العام؟ أم أن وجود قانون لحماية الذوق العام، يؤثر في حرية الإبداع، ولا يمكن مقارنته بالحماية من تناول علب السردين الفاسدة والمرتديلا المغشوشة؟

يتفق النقاد على أن عطبًا ما يعصف بالثقافة العربية، ويقارنون مستوى الغناء والشعر والموسيقى والمسرح، وغيرها من الفنون، مع ما كان عليه الحال قبل أكثر من عشرين عامًا تقريبًا، لماذا لا يوجد مطربون الآن، بمستوى فيروز وأم كلثوم؟ ولا شعراء بمستوى نزار قباني والماغوط ودرويش؟

أصابع الاتهام توجه إلى فوضى السوشيال ميديا وانعدام المعايير، وطغيان عقلية التسويق على جوهر الفن، فما الحل؟

الأزمة حقيقية

يؤكد الدكتور أشرف عبد الرحمن، رئيس قسم النقد الموسيقي في أكاديمية الفنون بالقاهرة، أن الأزمة المحدقة بالفنون والذائقة العربية، خطيرة جدًّا، ويضيف لـ"إرم نيوز": "السوشيال ميديا، أتاحت للدخلاء على الفن، بثّ أعمالهم الردئية والمسفّة التي تؤثر في الذوق العام".

ويرى عبد الرحمن، أن النقابات يجب أن تأخذ دورها، عبر تشكيل لجان مختصة تقيّم الأعمال، في الموسيقى والغناء والرسم والتمثيل وغيرها من الفنون، ويضيف: "لا بد أن تتمتع هذه اللجان بحق حجب ومنع الأعمال الردئية التي تشوّه الذائقة وتجعلها غير قادرة على التمييز بين الفن الراقي والهابط".

أخبار ذات علاقة

فيلم مغربي يغوص في المشاكل الناجمة عن "السوشال ميديا" (صور)

 

الحل بتقديم البديل

لكن عمل لجان التقييم والرقابة، يمكن أن ينجح في المنابر التابعة لتلك النقابات، فماذا عن السوشيال ميديا المتفلتة من الرقابة؟ يجيب عبد الرحمن:

"الحل أن نقدم البديل، أي أن يكون هناك قنوات على اليوتيوب والسوشيال ميديا تقدم أعمالًا فنية رائعة، يرافقها تفعيل لدور النقاد، يضيؤون فيه على الجوانب الإبداعية من أجل توعية الجمهور".

ويقارن عبد الرحمن، كيفية سير العمل في الإذاعات ومحطات التلفزة، مع فوضى النشر المنتشرة على السوشيال ميديا، ويقول إن اللجان المختصة بالغناء وكتابة الشعر والتمثيل وغيرها، لا تسمح لأي كان بالدخول للإذاعة والتلفزيون، ويضيف:

"في الماضي، ظهرت أصوات خالدة، ولم يكن هناك فرصة لأصحاب الأصوات الرديئة بالظهور، لكن فوضى وعشوائية السوشيال ميديا، أتاحت لأولئك الفرصة، فباتوا يحصدون الجمهور والأموال رغم فساد فنهم!".

الخطر في التدجين!

ويبدو تدجين الذائقة العربية، عبر اعتيادها على الفن الرديء، هو الطامة الكبرى والخطيرة، كما يرى الدكتور عبد الرحمن، إذ يتسبب تلويث الأذن والعين، بعدم مقدرة الجمهور على التقييم، ومع الوقت يصبح العمل الرديء هو الطبيعي.

ويرى عبد الرحمن، أن وجود قوانين خاصة بحماية الذائقة، أمر مشروع، مثلما هو الحال في قوانين حماية مستهلكي المواد الغذائية، فالأمراض يمكن أن تصيب الروح مثل الجسد، ولا بد من حمايتها بالقانون، ويضيف:

"بالنسبة للسوشيال ميديا، يجب أن يكون هناك قانون يحمي المشاهدين من الأشياء المخلة، فيكون لكل دولة الحق في حجب قنوات الأعمال الرديئة، وإلا سنواجه أجيالًا مشوهة، صفاتها التطرف وانعدام الأخلاق وهذا انهيار للمجتمع".

أخبار ذات علاقة

المدرسة أم الآباء.. من المسؤول عن حماية الأطفال من السوشال ميديا؟

 

وتقر الكاتبة نور قزاز، بأن التفاهة نار سريعة الانتشار، لكنها تضيف: "الجمهور شريك أساسي، وليس  الحل في تقييد الإبداع على السوشيال ميديا بقانون، بل بنشر الوعي حول قيمة الفنون".

ورغم أن الناقد الفني محمد عبد الرحمن، يعتقد باستحالة وضع قانون لحماية الذوق العام، في ظل تطورات السوشيال ميديا، لكنه يضيف: "الحل بدعم الأعمال الرفيعة ومساعدتها على الانتشار عبر وسائل الإعلام، لتصل إلى أكبر شريحة من الناس".

الفنان التشكيلي نبيل السمان، يرى أن انتظار نتائج نشر الوعي الجمالي عند الجمهور سيطول، وحتى يحصل ذلك، قد تتدمر الذائقة بشكل نهائي، ويقول: "تأسيس الأقنية والصفحات الجادة المركزة على الإبداع، يتكفل بشطب الفنون الهابطة".

من جهته، يعتقد الشاعر أحمد سبيناتي، أن الدعم الإعلامي وتوفير الميزانيات، كفيل بإنعاش الفنون الحقيقية، ويضيف: "المسألة في التسويق والدعم والتبني، فإذا توفر هذه المقومات، اختلف المشهد".

يبدو أن السوشيال ميديا قلبت المعايير في هذا العصر، فالقوننة تبدو صعبة، وانتظار نتائج نشر الوعي لدى الجمهور سيأخذ وقتًا طويلًا، لهذا يتقدم توفير الدعم وتأسيس المنابر القوية المهتمة بالفن الحقيقي، على خيارات الحظر والمنع.. دعهم ينشرون ما يشاؤون، واعملوا لمجد الفن الحقيقي، هكذا يقول الجميع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات