حزب الله يقول إنّه تصدى لـ"محاولة تسلل" إسرائيلية في قرية حدودية بجنوب لبنان

logo
منوعات

كيف تستخدم الخوف لصالحك للمضي قدمًا؟

كيف تستخدم الخوف لصالحك للمضي قدمًا؟
06 فبراير 2023، 12:41 م

في بعض الأحيان حتى تحقق أحلامك يجب أن تتفاوض مع الخوف، وأن تتعايش معه.

هناك العديد من المخاوف التي تسبب الدوار، والتي تشير إلى أنك تنحني على حافة هاوية جد عميقة، وأنت مليء بالأدرينالين المسبب للإجهاد والانفعال والأحاسيس غير المعروفة.

هذا الشعور بعدم اليقين والقلق يَظهر عندما يكون هناك شيء ما يحفزنا حقًا. فهو يبلبل ويربك الشعور بالروتين لأنه يريد تحويله إلى شيء ذي معنى. يمنحنا الشعور بالخوف الطريق الذي يجب اتباعه، ويدفعنا لمواصلة استكشاف مسار ما قيل لنا إنه مستحيل، حتى نتمكن من جعله حقيقة واقعة.

يجب أن نكون قادرين على إيجاد الحدود بين الخوف الودي والخوف الوقائي والخوف المَرَضي الذي يربطنا بنوبات الهلع والقلق

الخوف.. ذلك الانفعال الذي نخشاه

يوضح لنا عالم الأعصاب الألماني جيرال هوثر في كتابه "بيولوجيا الخوف" كيف أننا لا نخشى شيئًا بقدر مخاوفنا. ومع ذلك فإنّ هذا بالتحديد، مع الفروق الدقيقة المختلفة هو الذي ينشط النمو الفكري والانفعالي.

يثير الخوف عملية استجابة للتوتر في الدماغ تخلق الظروف المثالية للسلوك الفكري والانفعالي والجسدي.

يجب أن نكون قادرين على إيجاد الحدود بين الخوف الودي والخوف الوقائي والخوف المَرَضي الذي يربطنا بنوبات الهلع والقلق.

وفقًا للتقرير الذي نشره موقع nospensees يفيدنا عِلم فيزياء الكم quantum physics كيف لا يميّز الجسم والانفعالات بين ما يحدث على مستوى حقيقي أو تخيلي، حيث إن دماغنا يطلق ردود الفعل نفسها.

لذلك فإننا نختبر آثار الإجهاد وآثار الآليات البيولوجية الأخرى بالطريقة نفسها تمامًا، سواء خبِرناها أو توقعناها أو تخيلناها.

دائرة الخوف المعقدة في أجسادنا.. مزيج من التوتر والغبطة

يَظهر الخوف كإحساس غير متكيّف تمامًا عندما يصبح حالة انفعالية خانقة ومستمرة، بدلاً من أن يصبح إشارة تحذير لمحفزات تهديد محتملة من البيئة الخارجية.

إحساسٌ يضطهد الشخص في دائرة أحاسيسه غير السارة؛ لأنه لم يعد قادرًا على التمييز - بطريقة تكيفية – بين لحظات اليقظة الذهنية ولحظات الاسترخاء.

يتم تنشيط العملية الجسدية والهرمونية المعقدة ودائرة الإجهاد بمحفزات حسية، مثل البصر أو السمع، لإرسال المعلومات إلى منطقة من الدماغ تسمى اللوزة، ستكون هذه اللوزة مكلفة بالاتصال مع تحت المهاد hypothalamus للوصول إلى الذاكرة ومعرفة ما فعلنا من قبل في مواقف مماثلة. وتقوم أيضًا بإرسال نبضات كهربائية إلى العضلات حتى تعمل وتتفاعل.

عند الأشخاص الذين كانوا ضحايا لعدوانٍ فإذا لم تتم معالجة الضرر الذي لحق بهم علاجًا انفعاليًا فستظل عقدة الخوف نشطة بشكل دائم

على المستوى الهرموني تفرز الغدة النخامية هرمونات التوتر التي تدفعنا إلى تنشيط وتوليد هرمونين آخرين، الأدرينالين والكورتيزول. يوسع الأدرينالين حدقة العين ويزيد من معدل التنفس، ومن جانبه يرفع الكورتيزول نسبة السكر في الدم مما يولد طاقة عضلية أكبر.

الشيء الأكثر إثارة للفضول في هذه الدائرة المعقدة هو أنها تولد في النهاية الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالمتعة التي بدورها تصاحب الشعور بالخوف أو المخاطرة أو الانتصار.

عندما لم يسعفنا الخوف ذات يوم.. الخوف كعلامة على كارثة

بحكم معرفتنا لهذه الدائرة المعقدة من الخوف وفائدتها لبقائنا ولكن أيضًا لرفاهنا الانفعالي، فإنه من الطبيعي أنّ الأشخاص الذين عانوا من أضرار بعد أن شعروا بالخوف أن يشعروا أنّ هذا العَلم الأحمر (التنبيه) ليس له قيمة. في المجموع، حتى مع توقع الخطر لم يتمكن من فِعل أي شيء.

على سبيل المثال، عند الأشخاص الذين كانوا ضحايا لعدوانٍ فإذا لم تتم معالجة الضرر الذي لحق بهم علاجًا انفعاليًا فستظل عقدة الخوف نشطة بشكل دائم، حتى بالنسبة للأحداث التي لا تنطوي على أي مخاطر.

وليس الأشخاص الذين تعرضوا مباشرة لهذه المواقف هم وحدهم مَن يعانون من هذا الشعور الغريب بالخوف الدائم، ولكن أيضًا حتى الأشخاص الذين شهدوا حدثًا لم يكن لوسائل وموارد الخروج منه أي تأثير.

اجعل الخوف حليفًا لتحقيق المتعة

في الحالات التي لا يعمل فيها الخوف كإشارة تكيفية ولكن كإحساس عام يسبب لنا إزعاجًا هائلاً يجب التعامل معه بشكل صحيح.

ففي الحالات التي حدثت فيها صدمة فإنّ تقنيات مثل EMDR (إزالة حساسية حركات العين وإعادة معالجتها) بالإضافة إلى تقنيات أخرى تُظهر نتائج واعدة. على أي حال فإنّ أفضل نصيحة يمكن أن نقدمها لك هي أن تضع نفسك بين يدي متخصص.

يفيدنا الخوف في توقّع الأحداث، وليس أبدًا في أن نعيشها كما يمليها علينا. كما قلنا في البداية أهم ما في الأمر هو أن يكون الخوف إحساسًا يُظهِر لنا الهاوية والمسارات غير المعتادة، ولكن دون اتباع إشارة تجاهه ودون طرح أسئلة.

اِمنح نفسك الترخيص لتجربة الخوف والقدرة على تحمّله، فمن المؤكد أنّ هذا سيأتي بأشياء مثيرة للاهتمام

سيكون الأمر مشابهًا للخوف الذي نشعر به في مواجهة الأهداف التي تبدو غير قابلة للتحقيق، والتي نعلم أنها ليست كذلك حقًا، هذا مثلًا ما يظنه خصمٌ قبل الشروع في دراسة قد تستمر لسنوات. أو عَدّاءٌ من النخبة الرياضية يتوق إلى تجاوز رقمه القياسي السابق في السرعة. الكورتيزول ينشّطهما لكنه لا يقتلهما.

وهكذا فإنّ إمكانية تحويل الخوف إلى حليفك يمكن أن يصبح، إذا كنت قادرًا على تجسيده، إنجازًا عظيمًا، حتى يمكنك تقدير الإشارات التي يمنحك إياها دون طاعة عمياء لها.

يجب أن تشعر بهذا التنبيه على أنه حاضر وحقيقي، ولكن واجِهْه أيضًا واعرفْ كيف تتجاوزه. في يوم من الأيام قد لا تتمكن من تفادي أو مواجهة ما تخافه، لكن عليك إزالة تكييف هذه التجربة حتى تتمكن من أن تعيش الباقي بشكل كامل.

على أي حال لم يكن هناك خوف لمَا كان هناك أيضًا شعور بالإنجاز. تجنبُ أحدهما يعني تجنب الآخر، وبذات النتيجة، تجنبُ الحياة. اِمنح نفسك الترخيص لتجربة الخوف والقدرة على تحمّله، فمن المؤكد أنّ هذا سيأتي بأشياء مثيرة للاهتمام.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC