كيف يفرض "تيك توك" نمطا استهلاكيا معينا على مستخدميه؟

بات تأثر "تيك توك" بنمط حياة الأفراد ظاهرة تستحق الدراسة، فصاروا يقلدون طرق ملبس ومأكل المشاهير وغير المشاهير في التطبيق، واستخدام الأدوات التي يستخدمونها حتى وإن كانت غير مناسبة لبيئتهم وعاداتهم أو دون الحاجة إليها، ليصبح التطبيق الشهير قبلة لتسويق المنتجات للكبار والصغار.

هذه الظاهرة تطرح سؤالًا عريضًا، وهو ما السبب الذي يدفع الأفراد للتأثر بمشاهير تيك توك، وكيف أصبح التطبيق يفرض على مستخدميه نمطًا استهلاكيًّا معينًا؟

"جيل إلكتروني"

يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعات المصرية إن نشر الإعلانات على منصات التواصل أمر معتاد عليه، ولكن التأثر الكبير يحدث بسبب أن معظم مرتادي التطبيق، من الشباب صغار السن.

وأضاف سعيد صادق في حديث مع إرم نيوز "وسائل التواصل مثل الإعلام التقليدي، لها أجندة وتحتاج إلى تمويل من الجمهور عن طريق نشر إعلانات واشتراكات، وهذا شيء طبيعي لا يختلف عما تمارسه وسائل الإعلام التقليدية، ولأن أغلب جمهور تيك توك من جيل z أي الذين ولدوا في التسعينيات والألفية، فهم جمهور شاب والإعلانات توجه لهذا الجيل المستهدف من المستهلكين".

 

 

وتابع أستاذ علم الاجتماع "هذا الجمهور الشاب يذهب لمطاعم ومقاه، ولذلك الإعلانات توجه لهم، وهذا جيل إلكتروني جديد يحتاج إلى خطاب مختلف ووسائل التواصل تخاطبه بلغته، لذا يتأثر بها بشكل كبير".

وواصل الأكاديمي المصري "بالطبع من يمتلك الأموال سيستجيب، ومن ليس معه لن يستجيب لهذه المغريات مرغمًا، وبالطبع ستزداد الفجوة الطبقية بين الفقراء والأغنياء".

"غسيل مخ"

من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي أن الإعلانات "عنصر جاذب" للجميع خاصة لفئة الشباب والمراهقين، وهما الأكثر تأثرا بها.

وأضاف فرويز لـ "إرم نيوز": "ما يحدث من تطور في أسلوب الدعاية والإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو ما كان يحدث قديمًا عبر قنوات التلفزيون، ولكن حاليًّا يحدث عن طريق البلوغرز، وهو الدعاية لمطعم ما أو منتج معين، فيرغب الشباب في تقليدهم من أجل التصوير ونشر الصور على مواقع التواصل من باب التباهي بهذا المنتج الذي يستخدمه المشاهير".

 وتابع الطبيب النفسي "ما يحدث هو نوع من أنواع العمليات النفسية، وهي "غسيل المخ"، فالمتلقي كلما تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وجد المنتج نفسه يروج له أكثر من مشهور، أو يتصفح حساب المشهور المفضل له يستخدم هذا المنتج فيتأثر به، وهذه عملية معروفة".

 

 

وأشار إلى أن بعض الأفراد يثقون في رأي المشاهير، خاصة إن كانوا جربوا بعض المنتجات التي يروجون لها، وظهرت أنها جيدة، فيقرر الذهاب للمطعم الذي روج له، أو العلامة التجارية التي يشتري منها مضيفًا "هناك أشخاص سهلة التأثر، ويتأثرون بأي شيء حتى وإن لم يكن مقنعًا، ولكن هناك أشخاصًا عنيدين لا يتأثرون بسهولة، ويفضلون التجربة بأنفسهم عن التبعية".

ولفت فرويز إلى أن الشخصيات التي تميل إلى التبعية هي الأكثر تأثرًا بما يعرض عبر مواقع التواصل خاصة تطبيق تيك توك الذي غزا العالم خلال السنوات الماضية.