إعلام عبري: مروحية عسكرية تخلي جنوداً مصابين من قطاع غزة إلى مستشفى سوروكا
حالة من التسامح الديني غير المسبوق تاريخيا يعكسها تواجد مسجد "الوادي المقدس" داخل "دير سانت كاترين" بمحافظة جنوب سيناء المصرية، في مشهد فريد ونادر أبهر الكثير من المؤرخين من الشرق والغرب على مدار أكثر من 9 قرون.
قام الخليفة الفاطمي "الآمر بأحكام الله" ببناء المسجد عام 1106 كامتداد لرغبة الفاطميين في تشييد أماكن العبادة الإسلامية في مناطق مباركة، ومن ثم كانت منطقة "سانت كاترين" بجنوب سيناء محل اهتمام لديهم باعتبارها "الوادي المقدس" الذي ورد بالقرآن الكريم، بحسب إجماع المؤرخين والعلماء.
ويعد المؤرخ ليوناردو فرسكويالدى الذى زار الدير عام 1384 مثالا بارزا على الانبهار الغربي بتعانق مأذنة المسجد مع برج الكنيسة الرئيسية داخل الجزء الشمالي الغربي من الدير، حيث عبر عن إعجابه الشديد بهذا المشهد الذي اعتبره استثنائيا ولم يتكرر في مكان آخر حول العالم.
وكان المسجد محطة أساسية في طريق الحجاج المسلمين المتجهين إلى مكة، ومن ثم لا يزال محرابه يحمل حتى الآن الكثير من العبارات والنقوش التذكارية التي خطها هؤلاء الحجاج لتحمل بعدا روحانيا وتشكل أثرا تاريخيا.
لم يعتمد المسجد على الضخامة في الحجم أو الإبهار في الزخارف والنقوش على طريقة مساجد المماليك على سبيل المثال، لكنه يتميز ببنائه من الحجر الجرانيتي مع وجود مأذنة بالغة الجمال، فضلا عن ثلاثة محاريب داخلية تمنحه رونقا خاصا.
ومن أبرز الخصائص الفريدة للمسجد احتواؤه على منبر خشبي آية في الجمال لا يزال يحتفظ بحالته الأصلية التي كان عليها في عصر الفاطميين، ليشكل مع منبري مسجدي "الحسن بن صالح" بمحافظة بني سويف و"الجامع العمري" بمحافظة قنا ثلاثي المنابر التي لا تزال تحتفظ ببريقها القديم قبل قرون بعيدة
