أفغانستان.. حرب على الخشخاش يصاحبها ازدهار في إنتاج المخدر الصناعي

ساهم الحظر الذي تفرضه حركة طالبان في أفغانستان بتراجع إنتاج وزراعة الخشخاش المخدر، وفقًا لتقرير منشور على موقع الأمم المتحدة على الإنترنت.

يقول التقرير: "بعد سنوات من تكثيف إنتاج وزراعة الخشخاش في أفغانستان، تشير الأدلة إلى تراجع ذلك النشاط بشكل كبير خلال العام الحالي بسبب الحظر الذي تفرضه بصرامة سلطات طالبان".

وتفرض حركة طالبان التي سيطرت على مقاليد الحكم في البلاد العام 2021 حظرًا على زراعة الخشخاش في أنحاء أفغانستان كافة، في الوقت الذي حظرت فيه أيضا زراعة القنب الهندي الذي يصنع منه مخدر "حشيشة الكيف".

ويعود خفض إنتاج وزراعة الخشخاش في أفغانستان بفوائد عالمية عدة، غير أنه سيكون بحسب الأمم المتحدة "على حساب العديد من المزارعين الذين ليس لديهم وسائل بديلة لتوليد الدخل".

ويؤثر تراجع زراعة الخشخاش في أفغانستان على مصدر دخل رئيسي لكثير من العائلات، فضلا عن أنه يدخل في تشابك مع عديد القطاعات الاقتصادية بالإضافة إلى المزارعين والعمال مثل النقل والتجارة والخدمات.

ويرتبط تراجع زراعة نبتة الخشخاش والحظر الذي تفرضه طالبان على زراعة هذه النبتة في فقدان الدخل وفرص العمل بالنسبة للكثيرين، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأفغاني أزمات مركبة.

يقول تقرير الأمم المتحدة: "في ذلك البلد المنكوب بالفقر، تظل زراعة الأفيون جذابة للغاية ومربحة، حيث يمكن للمزارع كسب حوالي 30 سنتا مقابل بيع 7 كيلوغرامات من الطماطم، بينما يبلغ السعر الحالي لكيلوغرام واحد من الأفيون نحو 360 دولارا".

ويرى التقرير أن الحظر الذي تفرضه حركة طالبان على زراعة نبتة الخشخاش، "صاحبه تهديد من نوع آخر وهو المؤثرات الأفيونية الاصطناعية والميثامفيتامين والذي تشير التقديرات إلى زيادة الكميات المضبوطة منه في المنطقة بصورة كبيرة".

وقالت الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إنه بسبب الحظر على الأفيون فإن "المهربين قد يحاولون استغلال السوق هناك لزيادة إنتاج الميثامفيتامين".

ويعتبر "الميثامفيتامين" نوعًا من أنواع المخدرات يأتي غالبًا على شكل مسحوق أبيض من دون رائحة ويذوب بسهولة في الماء والكحول ويعرف بـ "الكريستال ميث". و"الميث" هو مركب من صنع الإنسان.

ويصنع الميث في مختبرات غير شرعية، حيث يضاف إليه الأمفيتامين ومشتقات كيميائية أخرى لزيادة فعالية الميثامفيتامين.

يذكر أن أفغانستان هي أكبر مورد للأفيون في العالم بنسبة 80% من الإنتاج العالمي، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.