غارة إسرائيلية تستهدف منطقة النويري في بيروت
سلطت دراسة حديثة أجرتها الأستاذة في مركز علم الجينوم التكاملي بجامعة لوزان السويسرية كريستيان فانكهاوزر، الضوء على ظاهرة اكتشاف النباتات للضوء، التي لطالما أثارت اهتمام العلماء.
وركزت الدراسة، التي نشرها موقع "أدفينسيد ساينس نيوز"، على نبات "رشاد أذن الفأر"، وهو نبات من فصيلة البقوليات يُعتبر نموذجًا رئيسًا في البحث العلمي المتعلق بعلم الوراثة النباتية نظرًا لصغر حجمه وسرعة نموه، ويتميز هذا النبات بدوره في فهم العمليات الجينية والميكانيكية وكيفية استجابة النباتات للظروف المحيطة والبيئية المتغيرة.
وقد بحثت الدراسة في الآلية التي من خلالها "ترى" النباتات و"تطارد" الشمس بمجرد إنباتها، حيث كان الجواب أن هذه النباتات تدرك الضوء من خلال الهواء، باعتباره عنصرا أساسيا في هذه الظاهرة.
واكتشفت الدراسة آلية فريدة موجودة داخل هيكل النبات، فيما جرى ملاحظة سلالة متحولة ”عمياء" من نبات "رشاد أذن الفأر"، والتي تم إنشاؤها من خلال تطبيق عامل كيميائي يُحدث طفرات في الحمض النووي للبذور، ونتيجة لذلك، حتى في وجود مصدر للضوء، نمت هذه النباتات بشكل مستقيم للأعلى خلافًا للسلوك النموذجي والانحناء نحو الضوء.
وأكدت "فانكهاوزر" أن القنوات الهوائية بين خلايا ساق هذا النبات هي المسؤولة عن إدراك الضوء، حيث سهلت إنشاء تدرج ضوئي يمكن للنبات تفسيره، ونشأ هذا الإدراك من ظاهرة الانكسار الضوئي، حيث يتغير اتجاه الضوء عند الانتقال بين وسط الهواء والماء الموجود في الخلايا داخل الجذع.
وقد لاحظ فريق الدراسة أيضًا أن نباتات مثل الكرنب، الشبيهة بنبات الكانولا، تعتمد على قنوات هوائية مماثلة للتوجه الضوئي، وهو أمر بالغ الأهمية لتحسين امتصاص الضوء، ولا توجد قنوات الهواء بين خلايا النباتات في السيقان الأولية للنباتات فحسب، بل أيضًا في الأعضاء الأخرى، بما في ذلك الأوراق والسيقان والجذور، وتتجاوز وظائفها مجرد التقاط الضوء.
وفي البيئات المغمورة بالمياه، تعتمد بعض أنواع النباتات على هذه القنوات للوصول إلى الأكسجين الحيوي، وخاصة في الجذور المهمة للتنفس.
وذكرت الدراسة بأن فهم تشكيل هذه القنوات يمكن أن يقدم نظرة ثاقبة حول كيفية نمو المحاصيل والقدرة على التكيف الزراعي وسط التحولات البيئية.
وأوضحت "فانكهاوزر" أن "التطبيقات العملية لهذا الاكتشاف في الزراعة لا تزال بعيدة المنال، بالرغم من أنه يؤثر إيجابيًا على فهم العلماء لبيولوجيا النبات وتقنيات الزراعة".
