وكالة: مشاروات بين روسيا والصين وإيران غدا في موسكو بشأن البرنامج النووي الإيراني
إذا نظرت إليها بعين طائر يهيم في الفضاء ستبدو لك بشواطئها الخلابة وأمواجها اللازوردية مثل قلادة بيضاء تحيط بعنق فتاة جميلة، أو ربما قوس ساحلي من السحر الأخاذ الذي يكتب أسرار الجمال في لبنان.
تلك هى صور، "أم الدنيا " و"عاصمة البحر" التي تبدو وكأنها سفينة عملاقة عائمة على سطح المياة الزرقاء. تقع 80 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة بيروت، وتعد من أقدم حواضر الدنيا المأهولة بالسكان، بحسب الأبحاث الموثقة.
تقول الأسطورة الإغريقية القديمة إن الآلهة وهبتها للبشر قبل آلاف السنين ويذكر المؤرخ اليوناني الشهير هيردوت أنه حين زار المدينة أخبره كهنتها أن "هرقل" هو من قام بتشييدها.
وضع الفينيقيون لبنتها الأولى في الألف الثالث قبل الميلاد كمدينة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 7 كيلومترات تمتد عبر الساحل والجزر الصخرية، لتتحول لاحقا إلى أحد أهم المراكز العالمية في طرق التجارة القديمة كمرفأ استراتيجي.
وبحسب الرواية الأشهر في سبب تسميتها، فإن اسمها كان في البداية " صُر" الذي يعود إلى كلمة " طُر" والتي تعني في اللغات القديمة "الحجر الحاد" أو "حجرة الصوان"، ثم تطور الاسم إلى "صور" مع احتفاظه بالمعني الفينيقي القديم "صخرة".
يمكن القول إنها بالفعل اسم على مسمى، فقد ظلت على مر التاريخ تلك "الصخرة" التي تتحطم عليها أعتى موجات الغزو، حيث حاصرها الآشوريون والبابليون ثم تمكن الإسكندر الأكبر من احتلالها بعد حصار دام 7 شهور، عام 332 قبل الميلاد.
وقعت في قبضة الحملات الصليبية عام 1124، ثم عادت إلى سيطرة المماليك عام 1291، قبل أن تستقر في النهاية كأحد عناوين السحر اللبناني بآثارها الرومانية من قلاع ومعابد وشوارع مرصوفة بالفسيفساء.
