‌‏الخارجية الألمانية تنفي نقل المئات من سكان غزة جوا من إسرائيل إلى ألمانيا

logo
منوعات

ظاهرة النينو.. كيف تنشأ بالمحيط الهادي وتؤثر في مصر؟

ظاهرة النينو.. كيف تنشأ بالمحيط الهادي وتؤثر في مصر؟
07 ديسمبر 2023، 7:04 م

تعد ظاهرة النينو واحدة من أكثر الظواهر الجوية الجاري دراستها حاليًّا بعدما تسببت في فيضانات أودت بحياة مئات البشر على مدار الأيام الماضية، وأثرت في مناطق مختلفة بجميع أنحاء العالم، بسبب الارتفاع غير المعتاد في درجة حرارة سطح البحر شرق المحيط الهادي.

وأظهرت الأبحاث الحديثة أن "ظاهرة النينو من المرجح أن تصبح أكثر حدةً مع ارتفاع حرارة الكوكب"، لذا ازداد الاهتمام بفهم هذه الظاهرة ومعالجة تأثيراتها المحتملة على ملايين الأشخاص والأنظمة البيئية.

عواقب وخيمة

يقول الرئيس السابق لهيئة الأرصاد الجوية المصرية والخبير في التغيرات المناخية، الدكتور أحمد عبدالعال، إن "النينو ظاهرة مناخية تحدث في المحيط الهادي، حيث ترتفع درجة حرارة المياه قبالة سواحل جنوب شرق آسيا، ويتسبب هذا الارتفاع في تيارات مائية قوية تتحرك غربًا إلى سواحل أميركا الجنوبية".

 ويشير عبدالعال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن "هذا التغير في التيارات المائية، يؤدي إلى تغيرات في درجات الحرارة وفي درجات الرطوبة في جميع أنحاء العالم"، مضيفًا أن "الظاهرة تسببت في رفع درجات الحرارة في السواحل الأمريكية، ونتجت عنها فيضانات وأمطار غزيرة وسيول".



وتوقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تصريحات أولية، أن تستمر الظاهرة المناخية حتى شهر نيسان/ أبريل المقبل، لتتوقع في تصريحات لاحقة أن تستمر حتى حزيران/ يونيو، وهذا يعني أن تأثيرات النينو ستمتد لفترة طويلة، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الدول التي ستجتاحها.

وأضاف عبدالعال أن "التوقعات تشير إلى وصول ظاهرة النينو إلى دول شمال أفريقيا بما فيها مصر، وقد ينتج عنها ارتفاع في درجات الحرارة هذا الشتاء على عكس الفصول السابقة، إضافة إلى أن الأمطار ستكون أقل من الأعوام السابقة".

ظاهرة اللانينو

أما ظاهرة اللانينو، فهي كما يوضح عبد العال، "ظاهرة مناخية عكس النينو، حيث تنخفض درجة حرارة المياه، ما يؤدي إلى تغيرات في درجات الحرارة والرطوبة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك زيادة الجفاف والفيضانات والسيول في بعض المناطق، وفقًا للموقع الجغرافي والتضاريس لكل دولة، بدءًا بسواحل شرق آسيا إلى أميركا الجنوبية والشمالية".

وأضاف: "تختلف طريقة مجابهة ظاهرة النينو بين الدول، حيث إن الدول المتقدمة تستطيع اتخاد إجراءات مناسبة لحماية مواطنيها بإجبارهم على الانتقال السريع بعيدًا عن السواحل، لكن دول العالم الثالث تتضرر كثيرًا".

وتختلف آثار هذه الظاهرة في هطول الأمطار ودرجات الحرارة باختلاف المناطق، ما يتسبب في حالات الجفاف وحرائق الغابات والفيضانات التي قد تؤدي إلى تعطيل حياة الملايين من الناس وسُبل عيشهم، وفق المجموعة الإقليمية المعنية بالمخاطر وحالات الطوارئ والكوارث في أميركا اللاتينية.



أسباب حدوثها

من جانبه، يشير أستاذ المناخ والأرصاد الجوية، الدكتور علي قطب، إلى أن "ظاهرة النينو تطال تأثيراتها معظم مدن العالم، لكن الأماكن القريبة من حدوثها تظل الأكثر تأثرًا، كالصين واليابان وغرب الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا".

ويفسّر قطب، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أسباب حدوثها في المحيط الهادي، بأنها تحدث نتيجة وقوعها في المناطق المدارية والاستوائية التي تشهد حركة عمودية لأشعة الشمس، تتسبب في حدوث أعلى نسبة تبخر للمياه على سطح الكرة الأرضية، ما يعني انخفاض منسوب المياه في هذه المناطق، ويتسبب في تحرك الرياح باتجاه مغاير لاتجاهها المعتاد.

ويشير قطب إلى أن "ظاهرة النينو تؤثر في مناخ العالم بارتفاع درجات الحرارة، وتستمر لمدة ستة أشهر"، نافيًا علاقة الظاهرة بانتشار الكوليرا في كينيا، وفق ما صرّحت به الحكومة الكينية مؤخرًا.



تأثيرات الظاهرة في مصر

تقول عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة المصرية للأرصاد الجوية، الدكتورة منار غانم، إن "النينو ظاهرة طبيعية تحدث كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر لمدة 9 إلى 12 شهرًا، نتيجة تغيرات في الرياح التجارية في المحيط الهادي، حيث تضعف هذه الرياح في منطقة شرق المحيط، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المياه".

وأوضحت غانم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط الهادي، الذي يحدث خلال ظاهرة النينو، يؤدي إلى زيادة متوسط درجة الحرارة العالمية، وإلى مزيد من التغيرات المناخية، مثل زيادة معدلات الأمطار والفيضانات والجفاف والحرائق، بالإضافة إلى زيادة حدة الأعاصير".

وتختلف تأثيرات الظاهرة في دول الشرق الأوسط، حيث تكون تأثيراتها أكبر في المناطق الساحلية المطلة على المحيط الهادي، وظهر هذا جليًا في مصر، حيث شهدت البلاد موجات حر شديدة خلال فصل الصيف، وفق غانم.

ورغم أن الظاهرة تُحدث تغيرات في التوزيعات الضغطية ومتوسط درجات الحرارة، فإن تأثر مصر بها ضعيف وأقل حدةً، حسب ما أكدت منار غانم التي شددت في الوقت ذاته على ضرورة مواجهة التغيرات المناخية لتقليل حدة الظواهر العنيفة.  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات