جنوب أفريقيا: طرد واشنطن لسفيرنا أمر مؤسف
رغم أن الهدف الرئيس من بنائه أن يكون مدفنا لوالي مصر الشهير وباعث نهضتها الحديثة في الفترة من 1805 حتى 1840، فإن جامع محمد علي تحوّل إلى أحد أشهر مساجد البلاد التاريخية، نظرا لما احتواه من فنون معمارية وإبداعات فنية جعلته ينفرد بمكانة خاصة.
يقع الجامع داخل قلعة صلاح الدين في القاهرة، التي قام محمد علي بتجديدها وأضاف الأبواب والأسوار والزوايا إليها، وجاء تشييد المسجد ليكون خاتمة التجديدات المعمارية في القلعة، إذ بُدىء العمل فيه عام 1830 واستمر 3 سنوات.
وقام المهندس التركي يوسف بوشناق بتصميم المسجد، واستلهم أفكاره الرئيسة من جامع "السلطان أحمد" بالأستانة، وأضاف أبناء محمد علي الكثير من التحف المعمارية للبناء بعد وفاة والدهم، لا سيما عباس باشا الأول وسعيد باشا وإسماعيل باشا.
يتميز المسجد بمأذنتين شاهقتين هما الأكثر ارتفاعا في مساجد مصر؛ إذ يبلغ طول كل منهما 84 مترا، وكذلك قبابه البديعة التي تتوسطها قبة مركزية متوجة بالرصاص تعد الأكبر في البلاد.
ومن السمات المميزة لهذا الصرح المعماري البديع، برج من النحاس المفرغ والزجاج الملون يحتوي بداخله إحدى روائع كنوز التاريخ الأثرية وهي "الساعة الدقاقة" التي أهداها ملك فرنسا "لويس فيليب" إلى محمد علي باشا عام 1847.
ويحتوي "مدفن الباشا" داخل المسجد على روائع الخطوط والنقوش والزخارف الرخامية التي تعد الأكثر ندرة من نوعها على مستوى مدافن العالم الإسلامي، كما يعد منبره الخشبي أحد أكبر منابر المساجد قاطبة.