يقول جوشواماجي، عالم النفس الإكلينيكي، الذي أجرى بحثًا عن الأفكار والصور غير المرغوب فيها، إن أفكار الناس بعيدة عن السيطرة أكثر مما يتخيله معظم الناس، حسب تقرير من موقع "لايف ساينس".
الأفكار عشوائية وقد تكون غريبة جدًا
في إحدى الدراسات الشهيرة التي نُشرت عام 1996 في مجلة التداخل المعرفي، تابع المشاركون جميع أفكارهم على مدار يوم واحد، وفي المتوسط ، أبلغ الناس عن أكثر من 4000 فكرة فردية، وكانت هذه الأفكار عابرة، لم تدم أكثر من خمس ثوانٍ لكل منها، في المتوسط.
وفي دراسة أخرى عام 1996، بدا أن ثلث هذه الأفكار ظهرت تمامًا من العدم.
وقال خبراء إنه من الطبيعي أن تشعر بأفكار مزعجة، إذ تدعم دراسة أخرى أجريت عام 1998 هذه الحقيقة، حيث رأى الناس أن 22 % من أفكارهم غريبة أو غير مقبولة أو خاطئة، على سبيل المثال، قد تتخيل نفسك تسقط طفلًا وأنت تحمله إلى السرير.
يمكن تشتيت الانتباه عن بعض الأفكار فقط
لكن في بعض المواقف، من المنطقي قمع هذه الأفكار غير المرغوب فيها، ومثلًا في امتحان أو مقابلة عمل، تستطيع أن تشتت انتباهك عن فكرة أنك ستفشل، وفي رحلة طيران، تستطيع إبعاد التفكير عن فكرة تحطم الطائرة، وبالتالي هناك أدلة على أنه من الممكن القضاء على هذه الأفكار.
وعلميًا: "لم نجد دليلًا على أن الناس يمكنهم تجنب الأفكار غير المرغوب فيها تمامًا"، لكن النتائج تشير إلى أن الممارسة يمكن أن تساعد الناس على التحسن في تجنب فكرة معينة.
تجنب معظم الأفكار يزيدها قوة
وتشير أبحاث أخرى إلى أن تجنب الأفكار يمكن أن يأتي بنتائج عكسية: "فعندما نقمع فكرة، نحن نجعل هذه الأفكار أكثر قوة من خلال محاولة السيطرة عليها".
ووجد تحليل أجري عام 2020 في مجلة Perspectives on Psychological Science لـ 31 دراسة مختلفة حول قمع الفكر، أن قمع الفكر يعمل على المدى القصير، فبينما كان المشاركون يميلون إلى النجاح في مهام قمع الأفكار، برزت الفكرة التي تم تجنبها في رؤوسهم في كثير من الأحيان بعد انتهاء المهمة.
ما الحل؟
في النهاية، من المنطقي اتباع نهج يقظ في التعامل مع هذه الأفكار غير المرغوب فيها، والانتظار ببساطة حتى تمر بدلًا من تجنبها - تمامًا مثل آلاف الأفكار الأخرى التي تنجرف في رأسك كل يوم- بمعنى آخر: "يمكننا السماح لهذه الأفكار بأن تكون في أذهاننا فقط مع عدم محاولة محاربتها".
