"صوت لا يُنسى لفلسطين".. مهرجان جرش يحتفي بإرث محمود درويش

افتتح مهرجان جرش فعالياته الثقافية بالاحتفاء بإرث الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وذلك من خلال ندوة في المركز الثقافي الملكي بعمان، أُكِّد فيها على الأهمية الأدبية والفكرية لصاحب الجدارية باعتباره صوتا لا يُنسى لفلسطين وقضيتها وشعبها.

وأدارت الندوة وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار قائلةً إن احتفال مهرجان جرش بمحمود درويش يأتي من باب الوفاء لاسمه وللقضية الفلسطينية، التي بقي صوت درويش يعرّف بحقها وعدالتها في كل أنحاء العالم.

من جهته، كشف الكاتب والمحامي الفلسطيني جواد بولس، كما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية، تفاصيل القلق الذي عاشه درويش قبل سفره إلى أمريكا لإجراء عملية القلب، قائلاً: لم يكن واثقاً بصوابية اختياره لإجراء العملية، وحتى آخر لحظات مغادرته رام الله كان يكرر السؤال علي، وعلى سائر أصدقائه المقربين: ما رأيك، أأخوض المغامرة أم أنسى وليكن ما يكون؟".

وفي سياق آخر أوضح بولس أن درويش واجه في حياته عداوات شديدة وموجات تحريض ممنهجة أحيانا أو فردية عرضية في أحايين أخرى، مبيناً أن الشاعر الفلسطيني لم يكن يعير معظمها أي اهتمام مفرط، وكان يهملها على الأغلب، إلا أنه في الحقيقة كان ينزعج منها، ويغضب من مفتعليها، وكان يزعجه أن بعض من قادوا تلك الحملات، أو من وقفوا خلفها كانوا يعدون أنفسهم من المقربين إليه وحتى من حلقات أصدقائه.

 واختتم الفنان اللبناني مارسيل خليفة الندوة بقوله: "رأى درويش كل نوتة موسيقية، بمثابة شمس كبيرة تعيد إلينا الحب والكرامة والحرية والحياة، وتوقظنا كانتصار على الموت".

واستعاد خليفة ذكرياته حين كان يستمتع بتلحين قصائد الشاعر محمود درويش في بداية الثمانينيات، من خلال قراءة شغوفة لدواوينه وإعجابه بالشاعر، فأنتجت المرحلة أغاني منها "أحن إلى خبز أمي"، و"ريتا".

وقال خليفة: لم أكن لأتصور أن تكون أغنية "أحن إلى خبز أمي"، خبزاً للناس كلهم في انتشارها، فلم تكن هي وغيرها من القصائد مجرد أهازيج، وإنما لوحات جميلة، كاشفاً أن يفكر جدياً بـ"جدارية" درويش، كعمل فني كبير، يطمح أن يعرض على المسرح، وتصل أفكاره إلى الجميع.