الرئيس الإسرائيلي: الاجتماع المقرر عقده في واشنطن اليوم سيكون حاسما
قيل في أمرها الكثير حتى أصبحت "لغزا" يتجسد في صورة تكوينات بديعة مترامية الأطراف، و"أسطورة" خارجة لتوها من كتاب قديم مكتوب بحبر الغرائب والتشويق والرهبة.
بناها الجن بحسب رواية تتردد أصداؤها في كهوف المنطقة وجبالها وتلالها، وفي رواية أخرى ثمة كائنات فضائية مرت من هنا، وتركت بصمتها في هذه الأرض الاستثنائية في مفرداتها الغريبة وملامحها النادرة.
صنفتها اليونسكو باعتبارها "أكبر مدينة كهوف" و "أقدم مدينة صخرية" و "أجمل غابة حجرية" في العالم، فيما يطلق عليها علماء معاصرون "مثلث برمودا البر" و "أعجوبة العالم الثامنة".
تلك هي مدينة "سيفار" الواقعة في صحراء الجزائر ضمن منطقة "طاسيلي ناجر"، وهي سلسلة جبلية في الجنوب الشرقي للبلاد تحتوي على نقوش تعود إلى عصر ما قبل التاريخ.
حيرت "سيفار" الباحثين والرحالة على مر العصور؛ بسبب الرسومات والنقوش التي تضمها كهوفها، وتبرز كائنات تطير في السماء مرتدية ما يشبه ملابس رواد الفضاء حاليا، فضلا عن أزياء معاصرة وأشخاص يغوصون في المياه.
فهل عرفت المدينة فعلا حضارة بائدة منقرضة، وكيف يمكن تفسير تلك العلامات والرموز المذهلة؟
ولماذا أكد علماء آثار أمريكيون أن كل "مثلثات برمودا" موجودة في البحر إلا مثلث واحد موجود بالبر، ويقع في الجزائر؟
وإلى أي حد يمكن أن تكون "سيفار" الوريث الشرعي لقارة أتلانتا المفقودة؟
تطرح المدينة العجيبة تساؤلات، وتثير علامات استفهام أكثر مما تقدم أجوبة جاهزة.
والمدهش أن الدراسات الموثقة تزيد الأمر غرابة وغموضا، مثل هذا البحث الذي أجراه فريق أوروبي متخصص زار المنطقة في 2018، وخلص إلى أنها كانت موجودة قبل ظهور البشر على كوكب الأرض.
المؤكد، وسط متاهة الأسئلة، أننا بإزاء أكبر متحف طبيعي مفتوح، حيث نحتت البراكين وعوامل التعرية تشكيلات صخرية مذهلة الجمال، في مدينة تضم أكثر من 15 ألف نقش ورسم تتسم بالطابع البدائي الطفولي، ولكنها تكشف مسيرة الإنسان على مر التاريخ.
وتضافرت جهود الحكومات الجزائرية المتعاقبة من منظمة "اليونسكو" لتجعل من "سيفار" مدينة تقع ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي، وتحظى بحماية رسمية بوصفها تضم آلاف المواقع الأثرية النادرة.
