عاجل

السفير الإيراني لدى بغداد: الرد قادم لا محالة لأن هنية قتل في دارنا وسنثأر له

logo
منوعات

هل يعمّق غياب الزوج الخلافات بين الحماة والكنة؟

هل يعمّق غياب الزوج الخلافات بين الحماة والكنة؟
زوج وزوجة يمسكان بيد طفلهماالمصدر: رويترز
26 يوليو 2024، 8:20 م

لا صوت يعلو في  مصر خلال الساعات الماضية، فوق الحديث عن الزوجة التي اعتدت على والدة زوجها المسنّة، التي تعيش معها في منزل واحد، في غياب الزوج الذي سافر خارج البلاد للعمل.

الواقعة تبدو للوهلة الأولى كقضية زوجة تملكها "الجحود" تجاه والدة الزوج، إلا أنه بعد ظهور بعض الجيران الذين تحدثوا عن المعاملة السيئة التي تعرضت لها الزوجة من قبل والدة الزوج، قد تخفف من وطأة الواقعة التي هزت منصات التواصل خلال الساعات الماضية.

أخبار ذات علاقة

حبس الزوجة المتهمة بالاعتداء على حماتها في مصر

 

وفي سرد سريع للفيديو الذي نشره الزوج عبر فيسبوك، تظهر الزوجة ووالدتها يجلسون على سلم المنزل، بينما تظهر والدة الزوج وهي تنظف السلم، وتتحدث دون النظر إليهم، ثم تجلس بجوارهم، قبل أن تسيطر على الزوجة حالة من الهياج العصبي، وتنقض على والدة الزوج باللكمات وتسحلها على الأرض.

وتباينت الآراء حول الواقعة؛ فالغالبية ذهبت إلى جحود الزوجة، وأن قسوة الحماة المسنّة لا تبرر الاعتداء عليها، بينما رأى البعض أن ما قامت به هو نتاج ضغط عصبي ونفسي مارسته عليها والدة زوجها.

استطلعت "إرم نيوز" آراء الشارع حول الواقعة، لنكتشف أن آراء قاطني الريف تختلف كليًا عن آراء ساكني المدينة، ولكليهما مبرراته، نستعرضها خلال هذا التحقيق.

ترى "بسمة الشربيني"، معلمة لغة إنجليزية، أنه من الظلم تحميل كل الإثم للزوجة. فرغم خطئها الكبير الذي لا يستطيع أحد إنكاره، إلا أن والدة الزوج أيضًا تقاسمها الإثم ذاته، فهي من جعلتها تفقد السيطرة على نفسها.

وأضافت الشربيني في حديثها مع "إرم نيوز": "في نظري، أن الأصل والسبب الرئيسي في هذه الأزمة هو الزوج، الذي ترك زوجته بمفردها وسافر، ولا يأتي إليها إلا كل عام مرة واحدة، كما أنه لا يعطيها مصروفاتها الشخصية، بل يرسل الأموال لوالدته ويجعل زوجته تتسول مصروفاتها وطفلها منها، بدلاً من أن يغدق عليها المال نظرًا لتحملها العيش بدونه، وتحملها مشقة تربية الطفل وحدها".

ورأت الشربيني أن ما حدث هو نتاج العيش في بيت العائلة، لافتة إلى أنه على كل زوج توفير منزل مستقل لزوجته، بعيدًا عن والدته وعائلته، فوجودهم معًا في مكان واحد دائمًا ما يخلق مشاكل، مشيرة إلى أن الزوجة دائمًا هي من تتحمل الضريبة وتقف دائمًا في قفص الاتهام.

بينما ترى"حنان علي" (ربة منزل)، وتقطن بإحدى قرى محافظة كفر الشيخ، أن والدة الزوج في مكانة الأم تمامًا، ومهما فعلت لا يجب أبدًا عقوقها، فاحترامها من احترام الزوج، بحسب قولها.

وأضافت حنان في حديث مع "إرم نيوز": "تربينا على أن والدة الزوج هي الأم الثانية، وكما أنني أحترم حماتي، والدتي سيحترمها زوجات أخي. فالحكاية 'سلف ودين'، وكما أنني لا أرضى أن تعتدي زوجة أخي على والدتي أو تضايقها ولو بكلمة، أنا أيضًا أكون بارة بوالدة زوجي، حتى وإن كانت هي قاسية، فمعاملتي الحسنة لها ستجعل قلبها يلين".

ولم تنفِ حنان أن هناك "حموات" يعاملن زوجات أبنائهن بقسوة، لكنها رأت أن هناك حلولاً أخرى غير ما قامت به، منها أن تذهب إلى منزل والدها إلى أن يعود زوجها، أو أن تطلب منه مسكنًا مستقلاً، أو في النهاية من الممكن أن تطلب الطلاق، لكن ما حدث لا يصح أبدًا، بحسب قولها.

ولعل أقسى رد تلقيناه هو رأي الشاب إبراهيم صاحب الـ25 عامًا، حيث انفعل خلال حديثه مع "إرم نيوز" مشيرًا إلى أنه لو كان في مكان الزوج، لاستقل أول طائرة عائدة إلى مصر، وقام بإحضار زوجته مكبلة إلى والدته، وطلب منها القصاص منها وضربها مثلما ضربت والدته.

وأضاف: "سأجعل والدتي تضربها حتى تشفي صدرها، ومن ثم سأقوم بتطليقها، فحينها لن يعود لدي رغبة فيها. فمن تهين والدتي أيًّا كانت لن أسامحها في حياتي. الأم التي تربي وتسهر على راحة أبنائها، لا تستحق أبدًا أن تتعرض للإهانة في نهاية حياتها من زوجة ابنها".

 

من جانبه، أكد أستاذ علم الاجتماع الدكتور "سعيد صادق" في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن استقلال الزوجين بمنزل منفصل عن الوالدين يضمن الابتعاد عن المشاكل التي تنشب بين الزوجة وحماتها أو الزوجة وشقيقات زوجها.

وتساءل صادق: "الفيديو يظهر عنف الزوجة، ولكننا لم نعرف أصل العلاقة بين الطرفين، وهل هي نتاج حادث وتطور طارئ مفاجئ أم انفجار لتراكمات مسبقة؟ وهل تعيش الحماة مع الزوجة؟"

وأضاف: "إذا كانت الحماة تعيش مع الزوجة في منزل واحد، فهنا تكمن مشكلة عدم استقلال المتزوجين. بعض الأزواج يتزوجون لتصبح الزوجة مربية وخادمة لأمه، وقد يثير ذلك مع الوقت مشاكل بين الأم والزوجة. وأحيانًا الحماة تمارس هيمنة على الابن تتحدى سلطة الزوجة وتثير غضبها ولو مكتوم".

واندهش صادق قائلاً: "وماذا بعد الضرب؟ ولماذا تم تصوير ونشر صور الابن وهو يقبل قدم أمه؟ هل هذا طبيعي؟ وأين خصوصية الأسرة وأحوالها الخاصة؟"

ورأى أن الحادثة تشير إلى مشاكل العيش المشترك والعلاقة بين الأم وزوجة ابنها والعنف الأسري المستشري، خاصة في الأسر الفقيرة، بحسب قوله.

أخبار ذات علاقة

مصر.. رفضت زوجته العودة إليه فقتلها في أثناء جلسة الصلح

 

ضغط نفسي

ورأى أستاذ الطب النفسي الدكتور "جمال فرويز" أن لغة الجسد وتعبيرات الزوجة في الفيديو تدل على أنها تحت ضغط نفسي وعصبي شديد، مشيرًا إلى أن الفيديو يظهر أن الحماة هي الضحية لتعرضها للضرب، ولكن الملابسات الحقيقية خارج الفيديو.

وأضاف فرويز في تصريحاته لـ "إرم نيوز": "أصل المشكلة في الزوج الذي يرسل الأموال لوالدته، والتي بدورها تقطر في إعطاء الزوجة ما يلزمها، ظنًا منها بأنها تحافظ على أموال ابنها الذي يعاني في الغربة من أجل هذه الأموال، ما يجعل الزوجة تغضب. فهي تريد ما يعوضها عن غياب زوجها، وتريد أن تتمتع بأموال زوجها الذي تركها من أجلها".

وأشار إلى أن الزوجة مخطئة بكل الطرق، وليس هناك ما يبرر اعتداءها على سيدة مسنّة، حتى وإن كانت قاسية، مشيرًا إلى أنه واجه مثل هذه المشكلة كثيرًا في عيادته، حيث تشتكي الزوجة من أن زوجها المسافر يرسل أمواله لوالدته وليس لها.

مضيفًا: "أهل الزوج يرفضون إعطاء أموال الزوج لزوجته، ويضنون عليها من مال زوجها. فهم يرون أن الزوجة دائمًا غير أمينة على أموال زوجها، وهمها الأول هو الإنفاق والتمتع بهذه الأموال، مما يخلق مشاكل كثيرة بينهما".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC