مع تزايد الدعوات بمنع عرض الفيلم المصري الذي يحمل عنوانا مثيرا للجدل "الملحد"، أكد منتج الفيلم في حديث لـ"إرم نيوز"، أن فيلمه لا يتناول موضوعة الدين بشكل سلبي، فيما حددت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة المصري جلسة 24 أغسطس الحالي لنظر وقف وسحب تراخيص الفيلم.
وكان من المقرر طرح الفيلم في دور العرض 14 من الشهر نفسه بناء على الدعوى المقدمة من المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك السابق.
وأوضح مرتضى منصور في دعواه، أن شعب مصر فوجئ بالترويج وعرض تيتر لفيلم سينمائي تمهيدًا لطرحه في دور العرض تحت مسمى الملحد، تأليف إبراهيم عيسى، وإنتاج أحمد السبكي، معتبرا أن "العمل يحمل العديد من الرسائل السلبية لهدم كل القيم في المجتمع"، على حد تعبيره.
وأضاف أن الفيلم جاء بمحتوى قصة من وحي خيال مؤلفه عن أسرة متشددة وأب سلفي يجبر ابنه على بعض السلوكيات؛ ما يجعل الابن يخرج عن المسار الصحيح، ويلتقي مع شخص يدعوه للانحراف.
وتساءل منصور عن الرسالة التي يريد المؤلف والقائمون على العمل إيصالها، مؤكدا أنها لا تخرج عن هدم القيم وهدم المجتمعات ونشر الحضارة الغربية في مصر والبلاد العربية تحت دعوى الحرية، بحسب ما جاء في الدعوى.
وفي غضون ذلك، أعرب منتج الفيلم أحمد السبكي عن استغرابه من الهجوم على العمل قبل طرحه ومشاهدته كاملا، مؤكدا أنه لا يوجد في الفيلم أي شيء خادش للحياء أو أي تناول للدين بشكل سلبي.
وأضاف، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن الفيلم سوف يعرض في موعده، ولا يمكن سحب ترخيصه؛ لأنه يناقش قضية مهمة جداً في المجتمع، لافتا إلى أن العمل سوف يعجب الجمهور، وسيتلقى صنّاعه الشكر على ما قدموه.
وتابع: "سبق وقلت أن الكثير ممن هاجموا الفيلم بعد أن شاهدوا البرومو، هم في أساساً يهاجمون إبراهيم عيسى كمؤلف، على الرغم من أن الفيلم لا يحمل وجهة نظر معينة لأي طرف على حساب الآخر، بل هو دعوة إلى التوجيه والإرشاد".
وبعد ثلاث سنوات من إثارة الجدل، وبعد اتخاذ قرار يسمح بعرضه، تصدر البرومو الرسمي لفيلم "الملحد" المرتقب، محركات البحث.
ويحمل المقطع الترويجي للفيلم الذي كتب قصته إبراهيم عيسى، وأخرجه محمد العدل مفاجآت عديدة على مستوى الأدوار والشخصيات، أبرزها قيام الفنان محمود حميدة بدور شخصية متطرفة دينيا ومنغلقة على نفسها هي "الشيخ حافظ".
ويبدو "حميدة" حاد الطباع، متجهم الملامح، وحين يعرف أن ابنه يعاني اضطرابات فكرية وشططاً في المفاهيم، لا يسارع في احتضانه، بل في عقد جلسة استتابة له، مؤكدا أنه إن لم يتراجع عن أفكاره، فسوف يقتله بلا تردد.
وتؤدي الفنانة صابرين دور زوجة الشيخ حافظ، التي تعاني من تسلطه وتواجهه بقوة في محاولة منها لحماية ابنها الذي يجسد شخصيته الفنان أحمد حاتم.
ويتضح من خلال السياق العام للبرومو أن قضية الفيلم الحقيقية، بغض النظر عن عنوانه الجريء، هي غياب التواصل بين الأجيال، وكيف أن التطرف الديني يمكن أن يؤدي إلى تطرف مماثل وبالحدة نفسها، ولكن في اتجاه معاكس يتمثل في اتخاذ موقف سلبي من فكرة الإيمان والروحانيات.
