وزير خارجية إيران: منفتحون على مفاوضات نووية غير مباشرة مع واشنطن
تشهد إيران ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الذهب، ما جعل امتلاكه حلما بعيد المنال للكثير من الأزواج الجدد، الذين باتوا يبحثون عن بدائل أقل تكلفة مثل الفضة والمجوهرات المقلدة.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية والتضخم المتزايد، تغيرت عادات الشراء بشكل ملحوظ، إذ يواجه الشباب تحديات كبيرة في تأمين مستلزمات الزواج التقليدية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض معدلات الزواج وارتفاع الطلب على الذهب المستعمل أو اللجوء إلى الفضة.
وأُغلِق سوق الذهب والعملات في إيران عند أعلى مستوياته، ما زاد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الإيراني.
وأفاد موقع "اقتصاد أون لاين" بأن سوق الذهب والعملات في إيران أنهى تعاملات، الخميس، عند أعلى مستوياته، إذ ارتفع سعر "السكة الإمامية" بنحو 3 ملايين تومان، لتصل إلى 67 مليونًا و770 ألف تومان، مسجلة أعلى مستوى سعري لها.
وشهدت "سكة بهار آزادي" ارتفاعًا ملحوظًا، إذ زادت بنحو 2.5 مليون تومان لتصل إلى 63 مليونًا و500 ألف تومان.
أما نصف السكة، فقد ارتفعت قيمتها بمقدار 1.3 مليون تومان لتصل إلى 36 مليونًا و800 ألف تومان.
ولم تكن العملات المعدنية الأصغر حجمًا بمنأى عن هذا الارتفاع، إذ زاد سعر ربع السكة بمقدار 700 ألف تومان ليصل إلى 19 مليونًا و500 ألف تومان، بينما ارتفع سعر السكة الغرامية بـ 300 ألف تومان ليبلغ 10 ملايين تومان.
وعلى الجانب الآخر من السوق، سجل الذهب عيار 18 قمة سعرية جديدة عند 5 ملايين و900 ألف تومان، في حين بلغ سعر مثقال الذهب 25 مليونًا و600 ألف تومان.
ويبدو أن الارتفاع الحاد في أسعار الذهب يوم الأربعاء جاء نتيجة التصريحات المتضاربة لدونالد ترامب حول التفاوض مع إيران، وهو ما أكده أيضا إبراهيم محمد ولي، الرئيس السابق لاتحاد الذهب والمجوهرات في طهران.
وقال محمد ولي في حديثه لـ "إرم نيوز": "إن الأوضاع العالمية الحالية، لا سيما التطورات في الولايات المتحدة وتغيير الإدارة هناك، أثرت بشكل مباشر في الأسواق المالية، وبطبيعة الحال، فإن تصريحات شخصيات مثل دونالد ترامب وآخرين لها تأثير واضح في هذا السياق."
وأضاف: "هذه التغييرات تؤثر فورًا في سعر الأونصة العالمية، وفي بلدنا، بسبب العقوبات، تصبح هذه التأثيرات أكثر حدة."
وأشار هذا الخبير في سوق الذهب إلى أن "العرض والطلب يلعبان أيضًا دورًا مهمًا في تحديد الأسعار، كما أن سوق العملات يؤثر بدوره في هذا الاتجاه".
وأضاف: "بشكل عام، فإن جميع هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر في أسعار الذهب والأونصة العالمية، مما ينعكس في النهاية على سوق العملات".
بدوره، يرى علي طباطبائي، الخبير في الأسواق المالية في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن العقوبات الاقتصادية جعلت سوق الذهب أكثر تأثرًا بتصريحات دونالد ترامب، موضحًا أن التغيرات العالمية، خاصة التحولات السياسية في الولايات المتحدة، كان لها تأثير مباشر في الأسواق المالية.
وأضاف أن التقلبات السياسية تؤثر بسرعة في أسعار الأونصة العالمية، مشيرًا إلى أن العقوبات المفروضة على إيران زادت حدة هذه التأثيرات، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الذهب داخل البلاد.
وتطرّق إلى محاولات البنك المركزي لكبح الفجوة السعرية من خلال مزادات بيع العملات الذهبية، لكنه أشار إلى أن هذه السياسة لم تحقق النجاح المطلوب.
وأضاف أن هناك مشكلات في عملية سك العملات الذهبية، وتحديد عدد القطع المطروحة، وأوزانها المختلفة، ما يجعل هذه المشكلات بحاجة إلى مراجعة عاجلة للحد من تضخم الأسعار.
وأكد أن السكة الذهبية ما هي إلا ذهب مضاف إليه تكلفة السك، وبالتالي يجب ألا يكون هناك فارق سعري ضخم بينهما.
وأوضح أن السوق يميل إلى شراء العملات الذهبية في فترات الاستقرار أكثر من فترات الارتفاع الحاد، إذ لا يتمكن البائعون دائمًا من الحصول على السعر الذي يرغبون به عند البيع.
أزمة الذهب تدفع الشباب لتأجيل الزواج
بدوره، قال نادر بذرافشان، رئيس اتحاد صاغة الذهب والمجوهرات في طهران، إنّ بعض الأزواج الجدد يلجؤون إلى شراء مجموعات من الفضة أو المجوهرات المقلّدة لحفلات زفافهم، نظرًا لارتفاع أسعار الذهب.
وأشار إلى أنّ الحد الأدنى لسعر مجموعة الذهب يصل إلى 200 مليون تومان، وهو مبلغ لا يتناسب مع الرواتب الحالية للمواطنين.
وأضاف بذرافشان أنّه في الماضي كان الناس يشترون الذهب كحُليّ ويحوّلونه إلى نقود عند الحاجة، أمّا الآن، فقد اتّجهوا نحو سوق الذهب المذاب (المستعمل) لحماية مدّخراتهم المحدودة من انخفاض قيمة العملة المحلية.
وأوضح أنّ ارتفاع أسعار المواد الأساسية أدّى إلى انخفاض كبير في قدرة الناس على شراء الذهب، لافتًا إلى أنّ الذهب أصبح آخر ما يفكّر الناس في شرائه. وقال: "عندما كانت لدى الناس مدّخرات، كانوا يشترون الذهب، أمّا الآن، فلا أحد يملك مدّخرات لشراء الذهب".
وأشار بذرافشان إلى أنّ وحدات الإنتاج والتوزيع شهدت انخفاضًا في الطلب بنسبة 30% هذا العام، وأنّ هذا القطاع يمرّ بظروف حرجة، خاصةً أنّ حوالي 80% من هذه الوحدات مستأجرة.
في المقابل، أفادت تقارير بزيادة الطلب في سوق الفضة، فقد أكّد حميد رضا نيكخواه، رئيس اتحاد صاغة الذهب في أصفهان، أنّ أسعار الفضة ارتفعت بنسبة 50% خلال العام الماضي، وأنّ الناس يتّجهون نحو سوق الفضة.
وأضاف نيكخواه: "سوق الذهب راكد، ولا توجد حركة تُذكر. ربما يتّجه من يملك المال نحو سوق الذهب المذاب أو العملات الذهبية كوسيلة لحفظ القيمة، لكن الحُليّ المصنوعة لا تلقى رواجًا. نحن في هذا الوضع منذ حوالي عام، وكل يوم نواجه ركودًا تضخميًا في السوق. العديد من ورش صناعة الذهب أُغلقت خلال العام الماضي".
ويأتي هذا الارتفاع الكبير في أسعار الذهب، الذي أصبح تحديًا كبيرًا للأزواج الجدد، في وقت لم يتمكّن فيه أكثر من 400 ألف شخص من الحصول على قروض الزواج، رغم الوعود المتكرّرة من المسؤولين.
وتشير البيانات المتوفّرة إلى أنّ الضغوط الاقتصادية التي فرضتها الحكومة على الناس أدّت إلى تفاقم الأزمات الأسرية، وزيادة معدّلات الطلاق، وانخفاض معدّلات الزواج في السنوات الأخيرة.
ووفقًا لتقرير مركز الإحصاء الإيراني، بلغ معدّل التضخّم السنوي في العام الإيراني الجاري أكثر من 45%، مما أثّر بشكل مباشر في أسعار السلع الأساسية، إذ ارتفعت أسعار المواد الضرورية مثل الخبز واللحوم ومنتجات الألبان والأرز بشكل حاد، وانخفضت القدرة الشرائية للأسر بشكل كبير. وفي هذا السياق، انخفضت أكثر من 40% من الأسر إلى ما دون خط الفقر.
وفي ظل هذه الظروف، لا تملك الأسر القدرة على شراء الذهب، كما أنّ العديد من الشباب يعزفون عن الزواج بسبب أزمة البطالة والضغوط الاقتصادية، إذ أصبحت تكاليف إقامة حفلات الزفاف، والسكن، والتعليم مشكلات رئيسة.