مصادر: إصابة عنصرين من قوات وزارة الدفاع السورية في القصف الإسرائيلي على مطار تدمر العسكري
يحمل شهر رمضان في الجزائر نكهة خاصة تمتزج فيها روحانية الشهر الكريم بعادات وتقاليد متوارثة تعكس دفء العائلة وروح التكافل الاجتماعي.
ومع اقتراب الشهر الفضيل، تستعد العائلات لاستقباله بطقوس مميزة، منها ما قد يبدو غريبا للبعض، مثل إعادة طلاء المنازل، وشراء أوانٍ جديدة، والمشاركة في "الوزيعة"، بالإضافة إلى ختان الأطفال في منتصف الشهر وسط أجواء احتفالية عامرة بالفرح.
الوزيعة
في منطقة القبائل الأمازيغية، تظل "الوزيعة" واحدة من أروع صور التكافل الاجتماعي، حيث تتكاتف العائلات القادرة لتأمين اللحوم للأسر الفقيرة خلال رمضان.
وتُعرف هذه العادة أيضا باسم "ثيمشراط" بالأمازيغية، وتعتمد على جمع مبلغ من المال من العائلات القادرة، لشراء بقرة أو ثور، ثم نحره وتوزيع لحمه بالتساوي بين جميع المشاركين، مع تخصيص نصيب للعائلات غير القادرة على المساهمة، فيتشارك الجميع بركة هذا الشهر الفضيل.
ختان الأطفال
مع حلول ليلة النصف من رمضان، تتحول بعض المناطق الجزائرية إلى مسرح احتفالي حيث يُختَن الأطفال وسط أجواء مليئة بالبهجة.
يرتدي الطفل ثوبا تقليديا أبيض، ويُزَفُّ إلى العيادة بصحبة عائلته، بينما تعلو الزغاريد والأناشيد مع انتهاء العملية، لتكتمل الفرحة بجو من المحبة والمودة، وكأن رمضان يأتي ليحمل معه ذكرى لا تُنسى لكل طفل وعائلته.
تجديد الأواني
من التقاليد الشائعة في الجزائر خلال رمضان شراء أوانٍ جديدة والاستغناء عن بعض الأدوات القديمة، خاصة أواني الحساء المصنوعة من الفخار، تعبيرًا عن استقبال الشهر بروح التجدد، كما يقول الجزائريون: "نتجدد كما الشهر الفضيل".
العولة
تحرص العائلات الجزائرية على تجهيز "العولة"، وهي المؤونة الغذائية الأساسية التي لا يخلو منها أي بيت في رمضان، وتشمل القمح المطحون لإعداد "الفريك"، والفلافل التي تُحفَظ في عبوات زجاجية، ومعجون الطماطم المحضر بوصفات تقليدية. كما يتم تخزين التمور والفواكه المجففة والحبوب لضمان توفرها طوال الشهر الكريم.
الكسكسي وماء الورد
لا يكتمل رمضان في الجزائر دون الكسكسي، الذي تحضّره العائلات بكميات كبيرة وتجففه ليكون جاهزا للطهي طوال الشهر، حيث يُعدّ بطرق متنوعة تتفنن فيها ربات البيوت.
أما ماء الورد، فهو لمسة تقليدية تضفي على الحلويات الرمضانية مثل "الزلابية" و"البقلاوة" مذاقا خاصا، كما يُضاف إلى القهوة والشاي، ليمنح السهرات الرمضانية عبقا دافئا يذكّر الجميع بأجواء رمضان الجميلة.
هكذا يبقى رمضان في الجزائر أكثر من مجرد صيام وعبادة، بل هو موسم من الذكريات والعادات التي تجمع العائلات وتُحيي روح التراث، ليظل هذا الشهر الفضيل موعدا دائما مع الفرح والتآخي.
